رغم قرار تجديد حبسه، يواصل الرابر التونسي سمارا الرياحي إثبات حضوره الفني في تعاون غنائي جديد أثار التفاعل والتعاطف داخل المشهد الموسيقي المغاربي. فقد عاد اسم سمارا ليظهر من خلال مشاركته في تراك جديد للرابر المغاربي-البلجيكي آب سينابس بعنوان "وا وا وا"، وبالاشتراك مع كل من حلمي صاحبي، نيزا، وإم سي أرتيزان.
يحمل التراك، الذي صدر قبل يومين، طابعًا استعراضيًا تبجحيًا، ويتناول في مضمونه معاناة المهاجرين في رحلتهم الطويلة من محاولة النجاة إلى بناء حياة جديدة في أوروبا. لا يكتفي التراك بسرد الألم، بل يسلّط الضوء على تحدّي الاندماج وتحقيق الذات مع الحفاظ على جذور الهوية المغاربية.
الإنتاج الموسيقي، الذي تولّاه كل من ويللي وآب سينابس، جاء مشبعًا بإيقاعات التّراب الكثيفة، ممزوجًا بلمسات من الآلات الوترية التقليدية المغاربية، ما أضفى على الأغنية طابعًا ثقافيًا مميزًا.
رسالتان داخل كليب الأغنية
أما الكليب، الذي أخرجه لوكا ريبيتي، فقد صُوّر بين أحياء يسكنها مهاجرون في إيطاليا، وتضمّن لقطات لأسوار من مناطق حدودية، في مشهد يعكس واقعًا سياسيًا متوترًا، خاصة مع تصاعد الخطاب اليميني المعادي للمهاجرين في البلاد مؤخرًا.
ولم يكن هذا موضوع الأغنية الوحيد، فاللافت في الكليب كذلك هو ظهور رسالة افتتاحية تطالب بالإفراج عن سمارا، جاء فيها: "افرجوا عن سمارا، سمارا فنان وليس تاجر ممنوعات."
ويأتي هذا التفاعل في وقت تستمر فيه السلطات التونسية باحتجاز سمارا على ذمّة التحقيقات المرتبطة باتهامات تتعلق بشبكة لتجارة الممنوعات. وكانت آخر إصداراته المنفردة تراك بعنوان "مدة"، والذي صدر في مايو الماضي وهو في السجن، دون أن يوضح فريقه ما إذا كان قد تم تسجيل الأغنية داخل السجن أو إذا كان قد عمل عليها قبل احتجازه.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن سمارا لا يزال حاضرًا في المشهد الفني، متحديًا القيود، وصوته يعبّر عن قضايا أكبر من سجنه، بصوتٍ لا تزال جماهيره تصرّ على سماعه.
سمارا وإم سي ارتيزان على القوائم
يحتل سمارا المركز الـ 94 على قائمة 100 فنان رغم قلة إصداراته بالفترة الأخيرة، وتحتل أغنيته "قلبي" المركز 30 على قائمة أعلى 50 أغنية هيب هوب عربي والمركز 46 على قائمة أعلى 50 مغاربي. بينما تحتل "عايش معاك" المركز 38 على قائمة أعلى 50 أغنية هيب هوب.
أما إم سي أرتيزان فنجد له تراك "جلوك" بالتعاون مع ديدين كانون 16 بالمركز 11 على قائمة أعلى 50 أغنية هيب هوب عربي والمركز 14 في قائمة أعلى 50 أغنية مغاربية، وقد تعدت مشاهدات الأغنية الصادرة في أوائل عام 2022 حاجز الـ 250 مليون مشاهدة.






