عاد لمورفين بعد غياب دام سنتين بألبوم جديد هزّ ساحة الهيب هوب المغربية، وتمكنت خمس إصدارات من أصل سبع من الوصول إلى قائمة بيلبورد عربية هوت ١٠٠، ما دل على نسب الاستماعات الكبيرة التي حققها الألبوم بعد أيام قليلة من صدوره.
حمل الألبوم اسم "يقين" وهي الحقيقة والمعرفة، ما كشف عن عودة لمورفين إلى أسلوبه الكتابي المعهود والذي يستند دائمًا إلى أفكار فلسفية. حمل العمل الفني طابعًا سرياليًا حيث توسطه رأس المورفين وكأنه أحد الفلاسفة من العصور الوسطى، بينما أفضى درج إلى رأسه في إشارة إلى أنه سيصحبنا في رحلة إلى داخل أفكاره.
جاء تراك "وقتنا" في افتتاحية الألبوم، وقد أرفق المورفين معها فيديو بصري للعمل الفني، يأخذنا إلى ساعة الرمل في إشارة إلى الوقت. حكى في البارات عن عودته، بعد فترة من الغياب استغلها في تطوير نفسه وأسلوبه، مع استعارات وتشبيهات قوية مرتبطة بتجاربه في الحياة. أنتج البيت سبليتيد مع صوت سنث حيوي في الخلفية، ودخل التراك إلى المرتبة ٤٥ على قائمة هوت ١٠٠ في أسبوعه الأول.
يقول لمورفين في واحد من بارات الألبوم "عندي اليقين أكثر من فيويدور وكافكا" ليصنف نفسه كروائي وكل تراك من الألبوم هو رواية خاصة يقدمها لنا. يحكي في تراك "روفتوب" بأسلوب عاطفي ومليء بالمشاعر عن علاقة مختلفة في حياته، غيّرت شخصيته وأدخلته في رحلة نوستالجي دائمة إلى الماضي، وقد شغل هذا التراك المرتبة ٧٣ على قائمة هوت ١٠٠.
يدخل لمورفين في رحلات عميقة مع الإيغو في أغلب تراكات الألبوم، إلى جانب النمط الفلسفي الذي اتبع فيه الفلسفة الكانطية. تظهر هذه التأثيرات في تراك "جورو" ويعني المعلم المحترف بسبب تجاربه في الحياة، وقدرته على تشكيل أفكار خاصة ومعرفة يتباهى بها أمام باقي الرابرز في السين. كما حمل هذا التراك عدد من الدسّات غير المعلنة لفنانين من مشهد الهيب هوب المغربي.
استعان لمورفين بمجموعة شخصيات ذكرها في باراته، مثل سعيد حجي وهو مفكر وصحفي مغربي من روّاد الصحافة المغربية، كما حضرت فريدا كاهلو لتوطيد علاقته بالسريالية، بالإضافة إلى شخصيات فنيّة مثل المغنية الشعبية الشيخة حادة أوعكي في تراك "دخانة". ذكر أيضًا في هذا التراك موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، وقد حمل الكليب مشاهد هلوسية من أفلام وأحداث سياسية، رافقت بيت الدريل المليء بالعينات الإلكترونية من انتاج وليد بن سعيد.
أمّا خامس إصدارات الألبوم التي دخلت إلى قائمة هوت ١٠٠ فهي "صب واي سيرفر"، ويعود الاسم إلى لعبة كلاسيكية لولد يحاول الهروب من الشرطة في دهاليز المترو. تعاون مع Limite Béats على انتاج بيت تراب ساد عليه صوت سنث درامي، بينما حملت الكلمات ثيمات متنوّعة من التبجح على باقي الرابرز إلى الأحاديث الشخصية.