في موسم احتفالات الأيام الأخيرة من السنة، تعود إلى قوائم بيلبورد العالمية العديد من الأغاني المُبهجة الأقدم نسبيًا ذات الطابع الاحتفالي، والتي قد ترتبط بشكل وثيق باحتفالات الكريسمس ورأس السنة كأغنية All I want for Christmas is you لماريا كيري أو Last Christmas لجورج مايكل. أما بالنسبة لقوائم بيلبورد عربية فلاحظنا مع نهاية العام 2023 عودة أغنية للظهور فجأة على قائمة بيلبورد هوت 100 شاغلةً مركزًا مُتقدمًا فيها، بعد ارتباطها لأعوام بروح الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وهي أغنية C’est La Vie للشاب خالد. ثمَّ ولأسابيع متتالية استمر حضور الأغنية على القائمة وتابعت تقدمها حتى وصلت هذا الأسبوع إلى المرتبة التاسعة.
صدرت أغنية C’est La Vie في صيف 2012 من ألبوم حمل اسمها، وكانت حينها واحدة من أكثر الهيتات رواجًا في البلاد العربية وعالميًا. ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة ترصد مكانتها في العالم العربي حينها، ولكن يكفي أن نذكر بأنها وصلت في بعض الأسابيع إلى المركز الأول في بلاد مثل التشيك ورومانيا، وإلى المركز الثاني في فرنسا وسلوفاكيا، وإلى المركز الخامس في بلجيكا، التي حقق فيها الشاب خالد أرقام قياسية بمبيعات الألبوم الذي يحمل الاسم ذاته، C’est La Vie. تجلّى نجاح الأغنية العالمي في عام 2013، عندما قام مارك أنتوني بتقديم كوفر للأغنية بالإسبانية، بعنوان Vivre Mi Vida. ولعل تكوين الأغنية من لازمة بالفرنسية إلى جانب المقاطع العربية قد ساهم في هذا النجاح العالمي ووصولها غلى شرائح أوسع.
قام بإنتاج لحن أغنية C’est La Vie المنتج العالمي ريد ون، الذي شارك بكتابة كلماتها مع الشب خالد وبلال الشيف حاجي وبيورن جوبستروم وأليكس بي. تميز اللحن بتنقله ومزاوجته بين جنرات موسيقية متنوعة، وهي البوب والموسيقى الإلكترونية الراقصة مع الراي، ليكون مختلفًا وأكثر خصوصية من الألحان العالمية السابقة التي قدّمها ريد ون لأبرز النجوم، بشراكته المُثمرة مع ليدي غاغا في أغانٍ مثل Bad Romance وPoker Face. تتميز أيضًا اللوازم التي يصنعها ريد وَن بالحماس العالي الذي تحمله دومًا، خاصةً مع أصوات الغناء الجماعية التي رددت اللازمة مع الشاب خالد في C'est La Vie، مستلهمةً من الروح الاحتفالية التي ترتبط عادةً بالبطولات الرياضية والمدرجات، في مرحلة من مسيرة ريد وَن تلت إنتاجه للأغنية الرسمية لكأس العالم 2006.
شكلت أغنية C’est La Vie إعادة تقديم لمسيرة الشاب خالد، وقرَّبته من فئات جديدة من الجمهور الأصغر سنًا بتقديمه بلون جديد يختلف عن هيتاته في التسعينيات وبداية الألفية، التي أكسبته شهرة عالمية مُسبقًا. وبالتأكيد ستبقى C’est La Vie على قائمة أفضل الأغاني التي قدمها الشاب خالد خلال مسيرته، لأنها كشفت عن جماليات صوته مع البيتات الإلكترونية المحمّسة والتي تقود المُستمعين إلى حلبات الرقص في كل مرة يتم تشغيلها.