في الليلة الأخيرة من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، يجتمع الناس في أنحاء العالم للاحتفال بعيد الهالوين بأجواءٍ مشبعة بالغموض والرعب والخيال. ولأن الموسيقى هي العنصر السحري الذي يزيد من تألق أي مناسبة، فقد باتت الأغاني المصاحبة لهذه الأجواء جزءاً لا يتجزأ من التجربة، حيث تضيف بُعدًا من الإثارة والتشويق؛ لترتبط مع الوقت العديد من الأغاني بهذه المناسبة، مثل "Thriller" لمايكل جاكسون و"Zombie" لفرقة ذَ كرانبيريز.
ورغم أن الهالوين تقليد غربي، إلا أن الموسيقى العربية تزخر بأغانٍ تحمل طابعًا يناسب أجواء هذا الاحتفال؛ أغاني لم تُصنع خصيصًا للهالوين، إلا أنها تنسجم بشكل رائع مع أجوائه وتضفي لمسة من التشويق والسحر الفريد. سواءً كنت تبحث عن إيقاعات مشوقة أو كلمات غامضة، أو حتى قصص مرعبة تناسب ديكور الهالوين وتضيء الأمسية بألوانٍ من الخيال، ستجد هنا قائمةً منتقاة من الأغاني العربية التي ستعزز من أجواء الرعب والسحر في احتفالك القادم.
دياب - العو
"يا حبيبي اللي بيخاف من العفريت بيطلعله". هذا المَثَل السائد في الثقافة العربية، والذي يعكس مخاوف أهالي المنطقة من الجن والعفاريت والمخلوقات غير المرئية، تحوّل إلى أغنية راقصة سنة 2010 مع دياب؛ في الأغنية التي حملت عنوان "العو" وكتب كلماتها نصر محروس ولحّنها محمد رحيم ووزعها أمير محروس. إنها بالتأكيد واحدة من أجمل الأغاني العربية التي قد تُناسب أجواء الرقص في ليلة الهالوين.
حمادة هلال وفرقة حنة - الليلة
"لاقيناك حابس/ فجيناك لابس/ لاقيناك راسي/ خليناك حايس/ شجينا جدارك/ نورنا زاد دارك/ انفرطوا حروفك/ صيرنا زوارك". يعتقد الكثيرون أن هذه الكلمات هي تعويذة أو ترنيمة لا تخلو من الطلاسم.؛ هذه الكلمات التي تفتتح أغنية "الليلة"، التي أصدرها حمادة هلال في سياق مسلسله "المدّاح" بالتعاون مع فرقة حنة، والتي انتشرت على نطاق واسع باسم "حابس لابس"، إنها ليست سوى أغنية تم إعدادها بنجاح لتُلائم أجواء الرعب والدراما في المسلسل، ولكنه تم إعدادها بإتقان، لتكون واحدة من أفضل أغاني الرعب العربية. ولا تُعتبر "حابس لابس" تُحفة الرعب الموسيقية الوحيدة من مسلسل "المدّاح"، فهناك العديد من التراكات التي تُناسب أجواء الهالوين أيضًا، مثل "ترنيمة النمرود"، التي يرد بها: "الليلة الليلة الليلة/ الضيف ضيافتنا الليلة/ هيشيل فرداني الشيلة/ مالعين ساحبين لكحيلة"؛ والتي تبدو بدورها كترنيمة مُرعبة على لسان جوقة الجن.
مشروع ليلى - الجن
"بالغابة منسهر بالليل/ نشرب من دم الغزال"، بهذه الكلمات وبالصيحات الغرائبية، تفتتح مشروع ليلى أغنيتها "الجن"؛ التي تبدو نشيدًا احتفاليًا بطقوس مُرعبة، تُحيط بها الكثير من الغموض والإثارة والتشويق. صدرت ضمن ألبوم "ابن الليل" 2015، وتتميز الأغنية بلازمتها الكاتشي التي تعتمد على تحوير كلمات أغنية "ماشربش الشاي أشرب أزوزة أنا" لليلى نظمي؛ لترتبط الأغنية بطريقة ما بالثقافة الشعبية العربية وأجواء وطقوس رعب غريبة عنها.
محمد الحملي ودافي وعبودكا - أنا زومبي
على عكس الجن والعفاريت، الزومبي ومصاصي الدماء غريبين عن الثقافة الشعبية العربية، وعلاقتنا الثقافية بهم مُرتبطة بتأثيرات السينما الأمريكية بشكل أساسي. لذلك، ليس شائعًا في البوب العربي إصدار أغاني عن هذه الموضوعات، مثل "Vampire" لأوليفيا رودريغو، ولكن المكتبة الموسيقية العربية لا تخلو تمامًا من الرعب الغربي المستورد. ومن بين هذه التجارب أغنية "أنا زومبي" لمحمد الحملي ودافي وعبودكا، التي صدرت ضمن المسرحية الكويتية "أنا زومبي".
عنبة - زومبي
ولم تكن أغنية "أنا زومبي" لمحمد الحملي ودافي وعبودكا الأولى من نوعها، فقد سبقها أيضًا أغنية تحمل اسم "زومبي" أصدرها مغني المهرجانات عنبة ضمن فيلم "زومبي" في عيد الفطر 2022. أغاني الزومبي العربية بالمجمل تناسب الأجواء احتفالات الهالوين، لجمعها بين ثيمات الرُعب والمرح معًا. وقد يكون من المثير أيضًا تشغيلها مع أغاني عربية من الممكن تخيلها على لسان الزومبي، مثل "هأجري عليه وأبوسه" لحكيم.
أوكا وأورتيجا - إلعب يلا
ولكن الأغنية الأكثر مُلائمةً لأجواء الهالوين الاحتفالية بين أغاني المهرجانات، فهي أغنية "إلعب يلا" لأوكا وأورتيجا، التي صدرت عام 2017، والتي تُصوّر هواجس مُستوحاة من العقلية العربية حقًا، عن وسوسة الشيطان والمخاوف المُرتبطة بالسعادة والاحتفال.
لو قالوا - وائل كفوري
في المُقابل، هناك العديد من الأغاني في البوب العربي التي ترسم أجواء الرُعب بطريقة ناعمة، لتبدو موسيقيًا كأي أغنية عاطفية أخرى وتتحول فيها الخيالات المُرعبة لعوائق يتجاوزها العاشق، ليُثبت من خلالها أنه فارس الأحلام المُنتظر. المثال الأبرز على ذلك أغنية "لو قالوا" لوائل كفوري، التي صدرت ضمن ألبوم "شو رأيك" سنة 2001، والتي يرد فيها: "لو قالوا قصرك مسكون/ جن وأفاعي وأشباح/ حراسك فوق المليون/ ما بدي لبابك مفتاح/ بجابه حراسك وبفوت/ ما بسأل لو بدي موت/ وجهك دوخني الياقوت/ من شباكك شفته لاح".
10 11 12- ملحم بركات
وفي بعض الأحيان تنجح الموسيقى العربية بخلق أجواء الرعب دون الحاجة للجوء إلى حكايات الجن والأشباح المتأصلة بالثقافة العربية أو حكايات الزومبي المستوردة. وذلك حين يتم الاعتماد فقط على رسم أجواء الرعب والتوتر النفسي وخلق حكاية حول الأمر، حتى لو تحوّلت للتباهي بالبطولة في النهاية. كما هو الحال في أغنية "10 11 12" للراحل ملحم بركات.
قارئة الفنجان- عبد الحليم حافظ
وأجواء الرُعب النفسي قد ترتبط ببعض الطقوس والرموز الأصيلة بالثقافة العربية أيضًا، كما هو الحال في أغنية "قارئة الفنجان" لعبد الحليم، التي اختزل كاتبها، الشاعر نزار قباني، الخوف والهواجس المُرعبة المُستقبلية بصورة قارئة الفنجان (العرّافة) التي تُحاول أن تُخفف وطأة الحوادث المرعبة القدرية وتعجز عن ذلك.