جسد عبد الحليم حافظ شخصية العاشق في معظم أفلامه، وسجل صوته عشرات الأغانية الرومانسية التي انحفرت في ذاكرة أغنية الطرب العربية. لكن حياته العاطفية الخاصة لم تكن حالمة ووردية بالأسلوب نفسه، بل ظلت محط اهتمام جمهوره طوال عقود، الذي انشغل بسؤال، كيف يبقى العندليب عازبًا طول هذه المدة؟
مع تجدد الجدل حول علاقته بسعاد حسني، بين نفي عائلته لزواجهما وتأكيد عائلتها لذلك، نتتتبع أبرز القصص والشائعات التي طالت حياته العاطفية سواء مع فنانات أو شخصيات من خارج الوسط الفني.
"الوسادة الخالية" هل أحب صلاح سميحة بعيدا عن الشاشة؟
غالبًا ما ظهر عبد الحليم حافظ في صورة الدونجوان، ما فتح الباب أمام العديد من الشائعات حول علاقاته بنجمات السينما خاصة بطلات أعماله. بعد نجاح فيلم "الوسادة الخالية" راجت أقاويل عن قصة حب جمعته بلبنى عبد العزيز، خصوصًا بعد تصريحها بأنه كان يرغب في مشاركتها بطولة فيلم جديد وهو ما لم يتحقق.
وقد قيل إن حليم حاول بشتى الطرق إبعادها عن التمثيل أمام فريد الأطرش في فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، وهو ما اعتُبر دليلًا على غيرته، وسببًا إضافيًا لانتشار الشائعة. مع ذلك لم تتجاوز العلاقة بينهما حدود الشاشة، وظلت قصة حبهما حبيسة الدور الوحيد الذي جمعهما.
حقيقة قصة حب زبيدة ثروت و العندليب
وبالمثل لاحقت الشائعات عبد الحليم حافظ بشأن علاقة عاطفية جمعته بالفنانة شادية، خاصة بعد تقديمهما معًا ثلاثة أفلام هي: "دليلة" و "لحن الوفاء" و "معبودة الجماهير". إلا أن هذه الأقاويل لم تكن صحيحة، ولم تتعدى كونها تأثرا بكيمياء الثنائي على الشاشة.
كما ارتبط اسم العندليب بالفنانة زبيدة ثروت صاحبة الوجه الملائكي التي شاركته بطولة فيلم "يوم من عمري". وفي أحد اللقاءات التلفزيونية مع الإعلامي عمرو الليثي، صرحت زبيدة بأنها وقعت بالفعل في حب عبد الحليم، وأشارت إلى أن أغنية "بأمر الحب" كانت تعبر عن مشاعر حقيقية تبادلاها بصمت، دون أن يُفصح أي منهما عن حبه للآخر في ذلك الوقت.
كما كشفت أن عبد الحليم تقدم لخطبتها من والدها إلا أن الأخير رفض معلّلًا: "ما جوزش بنتي لمغنواتي"، وهو ما لم تكن تعلم به إلا بعد مرور سنوات وزواجها من رجل آخر. وفي اللقاء نفسه أعلنت بانها توصي بدفنها إلى جوار عبد الحليم، تعبيرًا عن حبها العميق له الذي لم يُكتب له الاكتمال.
قصة حب شغلت الجمهور
قصة الحب التي جمعت عبد الحليم حافظ وسعاد حسني تُعد من أكثر القصص إثارة للجدل وتشعبًا في تفاصيلها، التي مازالت تنكشف بعد عقود على رحيله. فعلى الرغم من تأكيد عائلة سعاد على وقوع الزواج بينهما، نفت عائلة عبد الحليم ذلك تمامًا، واعتبرت أن الوثيقة التي تم تداولها قبل سنوات لا أساس لها من الصحة.
من جهته تحدث الإعلامي مفيد فوزي الذي كان مقربًا من الطرفين، عن هذه العلاقة في أحد لقاءاته، مؤكدا أنه كان شاهدًا على قصة حب حقيقية جمعت بينهما، تخللتها مشاعر عميقة من الحب والهيام والغيرة.
"موعود معايا بالعذاب"
اتسمت قصص الحب في حياة عبد الحليم حافظ بعدم الاكتمال، وغلب عليها طابع الحزن والتعاسة، كما تنوعت في جنسيات بطلاتها. فقد أشيع عن ارتباطه بسيدة لبنانية كانت تواظب على الاهتمام بمنزله في حي الرملة ببيروت أثناء فترات غيابه، مما أثار العديد من التساؤلات حول طبيعة علاقتهما.
وفي كتابه "حليم وأنا" كشف طبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى عن وقوع سيدة فرنسية من أصول جزائرية في حب عبد الحليم، إلا أنه لم يتمكن من مبادلتها المشاعر ذاتها. كما نفى الطبيب نفسه وقوع زواج بين عبد الحليم وسعاد حسني، لكنه في الوقت نفسه أكد وجود قصة حب حقيقية جمعت بينهما.
من ناحية أخرى وثق أحد أعمال السيرة الذاتية الذي تناول حياته، قصة حب عاصفة جمعت عبد الحليم بسيدة تدعى "جيجي" أو "ديدي" كما ذكرت روايات أخرى. أحبها حليم من النظرة الأولى حين التقى بها في الإسكندرية خلال إحدى فترات الصيف، وكانت تنتمي إلى عائلة أرستقراطية. ويُقال إنه حين علم بأنها متزوجة تراجع، إلا أنها انفصلت عن زوجها لاحقًا بعد سلسلة من الخلافات.
عندها قرر عبد الحليم التقدم لخطبتها، لكن عائلتها رفضت طلبه بسبب الفوارق الطبقية، معتبرين أن عودتها إلى زوجها السابق أفضل من الارتباط بحليم، خاصة بعد طلاقها. لم تنته القصة المأساوية عند هذا الحد، إذ أُصيبت السيدة بمرض نادر وعانت من ظرف صحي توفيت على إثره وهي شابة. شكلت الحادثة صدمة كبيرة لعبد الحليم، وأدخلته في حالة حزن واكتئاب استمرت لفترة طويلة.