لعب الرابر ياسين السلمان، المعروف باسم نارسي، دور المحاور في لقائه مع الرابر أحمد بلشي، المعروف باسم بيلي؛ ليُجري معه حوارًا استثنائيًا في بيلبورد عربية، اختصرت به الخلفية المُشتركة لكلا الفنانين الكثير من الأشواط، ليدخل الحوار سريعًا إلى العمق ويكشف عن الكثير من التفاصيل والمواضيع الشيقة.
من المواضيع المُثيرة للاهتمام، التي ناقشها نارسي مع بيلي، هي مسألة التعاونات مع نجوم من جنرات مختلفة، وكيفية الكتابة للآخرين. حيث يسأل بيلي إن كان صعبًا عليه كمؤلف أغاني، أن ينفصل عن نفسه؛ وكيف يؤلف للآخرين؟ هل الأمر محدد جدًا لكل فنان؟
- بيلي: " أعتقد أن الرابر يريد أن يكون مغني، والمغني يريد أن يكونوا رابر، ولاعبي كرة القدم يريدون أن يكونوا نجوم سينما ونجوم السينما يريدون أن يكونوا شيءً آخر؛ لذا الأمر غريب، فعندما تصل إلى قمة الجبل تكاد أن تفتتن بشيء تحبه وتستوحي الإلهام منه.. لذلك أعتقد أنني عندما أدخل لأؤلف من أجل فنانين آخرين لا أحاول أبدا ملامسة ما أعتقد أنهم يريدونه، إنهم في الغرفة معي من أجل سبب وجيه، وهو أنهم يريدون ما أجلبه لهم. لن أحاول الاقتراب أبدًا من شيء يريده الفنان، وأقول لنفسي: ما الذي أشعر به سأؤلفه اليوم. وعندما أؤلفه أقول: هل يمكنهم تأديته؟ وفي أوقات كثيرة يكون الأمر تعاونيًا جدًا، لأنني لا أريد أن آخذ ذلك الجزء من العملية الشخصية؛ فأنا أحرص ألا أدخل بالجنرا الموسيقية التي يريدها الآخر، ولكن يجب أن ألامس على الأقل المساحة العاطفية التي يريدني أن أدخل إليها. يجب أن نلامس تلك المساحة على الأقل معًا، فأنا لا أكتب يومياته".
ومن خلال أسئلته، حاول نارسي وضع بيلي في مواجهة مع تاريخه الفني، ليحثه على صياغة كتاب مُذكرات الشهرة، بالحديث عن الاعتزال وبالسؤال عن اللحظات الخمسة الأبرز في مسيرته، لكن جواب بيلي بدا فضفاضًا في البداية، حين وسّع فيه مفهوم اللحظات إلى خطوط امتدت على مدار مسيرته.
- بيلي: "أنني مازلت في المشهد مع معظم الذين بدؤوا معي؛ هذه اللحظة رقم 1، وما من لحظة أفضل من تلك. اللحظة الثانية أنني لم أنخرط مع أي من المستغلين في هذه الصناعة. أنا أدرك أن هذه ليست لحظات، لكنه بالنسبة إلي ترمز للمحطات أو القرارات المهمة. من اللحظات الكبيرة، عندما تحدّث عني جي زي في إحدى مقابلاته، أظنها كذلك لأنني كنت أنظر إليه كقدوة طوال حياتي، وكنت أدرس جمله لأحاول أن أعرف كيف خطرت له ووضعها ضمن طبقات لتحمل ثلاثة معانٍ، فهو جعلني أكتشف الكلمات وأؤدي الراب بشكل مختلف كليًا. كنت مستعدًا أن أنهي مسيرتي الفنية يومها. أنا جاد بذلك، فلا جوائز جرامي ولا غيرها قد تكون أفضل من تلك اللحظة بالنسبة لي".
- بيلي: "ولن أقول لحظة واحدة، بل هي لحظات.. عندما أقابل معجبيني ويخبرونني أن موسيقاي قد ساعدتهم بطريقةٍ ما.. ذلك يُساعدني أنا أيضًا؛ لذا فإنها لحظة يمكن أن أتفهمها بحق، وهي لحظة مشتركة بيننا.. أعتقد أنه يمكنني الاعتزال بشكل محترم.. نوعًا ما، أنا أعيش في إرثي وأعتقد أن الوقت قد حان كي أُقدم على الخطوات التي أخطوها الآن، لأنني عندما أرى موجة من الفنانين العرب الشباب الآن وهم مشهورون حول العالم ويقيمون حفلات وجولات ويمتهنون الفن بحيث أصبح حياتهم، وأسمع أحدهم يقول أن بيلي كان مصدر إلهامي؛ عندها أقول حسنًا.. أنا أعيش ما أردت دومًا أن أراه، وهو أن أحظى بفرصة منصفة بهذا المجال وأن اشعر أن بمقدورنا فعلها، وأن ليس هناك أمرًا مستحيلًا. هذا أكبر مصدر فخر لي على الإطلاق".