في ديسمبر سنة 2024، أعلن إل غراندي طوطو إرجاء إصداره المتسلسل "حلمت آدو" (حلم مراهق) للسنة المقبلة متعلّلًا بأنه بصدد عيش حلمه في الحقيقة بعد ولادة ابنه الأول: "نمشي نعيش شوية الحلم ديالي ونحس بيه". دأب الرابر نهاية كل سنة -عدا عن بعض الانقطاعات الاستثنائية- على إطلاق إصدار جديد من "حلمت آدو"، التراك الذي ارتبط ببداياته، ليصنع عبر هذه السلسلة سرديّة نظمت لفصول مسيرته، وأكدت على استمراريّته كرابر ناجح وصاحب هيتات ضاربة.
تحوّلت" حلمت آدو" من وعد رابر مراهق بالنجاح إلى تميمة موسميّة يختتم بها طوطو إصداراته السنويّة ويستعرض خلالها أساليبه وتقلّباته المزاجيّة والعاطفية.
حلمت آدو 1 - باكورة المسيرة
في البدء كانت "حلمت آدو"؛ باكورة إصدارات إل غراندي طوطو التي دشّن بها قناته على اليوتيوب في ديسمبر 2016 وظهر خلالها بصحبة صديقه القديم حليوة. أفصح ابن كازابلانكا عن أحلامه كرابر مراهق بدأ يتلمّس طريقه في المشهد ويتوق إلى الرفاه "شي لمبورغيني" والغناء أمام جمهور كبير، كما ظهر متوثبًا للاشتباك والدسّات مدفوعًا بنزق البدايات.
حلمت آدو 2 - طوطو غاضبًا
توّج الإصدار الثاني من السلسلة سنةً متوهجة أصدر خلالها طوطو أولى نجاحاته القوية مع تراكات "بابلو" و"سموحات". بدأت ملامح شخصيته كرابر تتشكّل أكثر في هذا الإصدار بمزاج أكثر حنقًا وسلاسة واضحة في الفلوهات وثقة أكبر في أسلوبه وأدائه الذي تخلّص من رتابة البدايات، مبديًا رأيه في التوجهات التي طرأت على المشهد: "فرق كبير بين التراب والتراي والراب والرايب".
تعاون طوطو لأول مرة مع المنتج اكساب الذي ظهر في أعمال الثنائي شايفين ورابرز آخرين قبل أن يوسّع تعاملاته لاحقًا مع طيف كبير من أهم المنتجين في المشهد.
حلمت آدو 3 - طوطو متبجّحًا
وسط سيل التعليقات على الإصدار على يوتيوب، كتب أحدهم: "الراب المغربي تفرڨع ضربة وحدة". الجمهو جاد فيما يقول، وطوطو أوفى بوعده بعد سنتين من الظهور. ظهر الرابر أكثر نزقًا وتبجحًا في ثالث إصدارات حلمت آدو: "وقاع زوامل باتوا فايقين فالجزء الثاني من حلمت آدو"، منتقيًا استعاراته وتشبيهاته بعيدًا عن هوس مشاهير الموسيقى أو الرياضة: "نيفو (مستوى) دال سبينوزا" مع تحكم آسر في الأوتوتيون وفلوهات أكثر غزارة وتنوعًا: "دَبل طو دَبل فلو"، كما أشعل الإصدار بدسّ المونص ولبنج بعد سلسلة من المشاحنات عبر السوشال ميديا أشعلت حماس الجمهور المغربي آنذاك.
حوّل طوطو حلمت آدو إلى مستودع خلفي لأسلحته التي تغاضى عن استعمالها طيلة السنة ليستدرك ما فاته من دسّات ومشاحنات في أسطر عرضيّة بدت كهامش تفصيلي أمام انشغاله بصناعة الهيتات الناجحة، وحمّلها وعودا قادمة بإعلانه عن ألبوم "Cameleon" الذي سيصدر بعد سنوات ليرسّخ مكانة طوطو كأهم رابرز المشهد.
حلمت آدو 4 - كل شي باغي يبيفي
صار الإصدار الموسمي لِـ حلمت آدو عادةً في المشهد المغربي. الكل ينتظر، الجمهور والرابرز، وكأنهم إزاء مانيفاستو أو إعلان حرب. ختم طوطو 2019 برابع إصدارات السلسلة ودشّن إثرها بداية 2020 بتعاون غير مسبوق جمعه بِدراغانوف والرابر الصاعدة آنذاك ختك إضافةً إلى بيغ، أحد المخضرمين وكبار اللعبة. استغرب البعض تعاون طوطو مع بيغ خاصة بعد ظهوره في غلاف أغنية المتنبّي لديزي دروس التي دسّ بها البيغ إثر جولة تاريخية أشعلت مشهد الراب المغربي.
أعلن طوطو عن نيّته بشكل واضح بعد أن سئم اختزال جزء كبير من المشهد في الدسّات: "كل شي باغي يبيفي"، معربًا عن انشغاله بالتركيز على صناعة الهيتات. تزامن الإصدار مع قفزة نوعيّة في الفترة المفصلية بين 2019 و2020 ظهر خلالها طوطو أكثر انفتاحًا على التعاونات كما أصبح أكثر استيعابًا للتجريب.
حلمت آدو الفيلم - المنعطف الميلانكولي
غابت "حلمت آدو" لسنة 2020، لكن فيلمًا طويلًا من إخراج هشام صبري كان قد صدر مكان التراك الموسميّ المنتظر. جمّع طوطو لقطات وكواليس من تصوير فيديوهاته وحفلاته وختم الفيلم بلقطات مؤثرة مع والدته التي فجع بموتها خلال صيف تلك السنة. أظهر الفيلم جوانب مخفيّة من شخصية الرابر الذي بدا عاطفيًا وشديد التأثر أمام الكاميرا في حديثه عن والدته الراحلة. منح الفيلم عدسة جديدة نرى من خلالها طوطو خارج الإخراج المرتّب لفيديوهات الأغاني أو الظهور الإعلامي، وكشف عن أوجاع دفينة تسكن أعماقه.
حلمت آدو 5 - في الراب ماروكي كنسيطر
يظل الرابر طفلًا إلى أن تموت أمه فيشيخ فجأة. هكذا بدا طوطو في خامس إصدارات السلسلة الذي استوعب بشكل جليّ التغييرات التي طرأت على الرابر، أسلوبيًا وإنسانيًا. الإصدار هو الأول في الفترة التي تلت وفاة والدة طوطو التي شهدنا تأثيرها القوي في كتابته وإصداراته اللاحقة وأهمها "مغيّر"، أكبر نجاحات الرابر ضمن ألبومه "Cameleon" الذي فرض خلاله أرقامًا غير مسبوقة على منصات السماع. طغت مسحة ميلانكولية على آخر مقاطع الأغنية وبرزت ثيمات الوحدة والفقد التي بدأت تتكرر بشكل متواتر في أغانيه: "مشات اللي حاسة بيا / سفيان وهبة و بويا اللي باقيين ليا".
جمع طوطو كتيبة من المنتجين في خامس إصدارات حلمت آدو الذي بدا كتمرين استعراضي لآخر الموسم. حَوَت الأغنية ثلاث مقاطع غلبت عليها إيقاعات التراب مع تنويعات لحنيّة امتدّت على ماراثون من الأسطر الثقيلة والفلوهات المتنوّعة ويتصدّرها تصريح قوي: "في الراب ماروكي كنسيطر"، حوّل الإصدار إلى إعلان انتصار من قلب الميلانكوليا التي ضربت الرابر بعد وفاة والدته.
حلمت آدو 6 - ولد الكورفا فيدال
تزامن الإصدار مع المسيرة الملحميّة لمنتخب المغرب لكرة القدم في كأس العالم 2022. لم يفت طوطو تحيّة منتخب بلده عبر غلاف الأغنية واستحضار بعض نجومه مثل ياسين بونو، إضافةً إلى ديمبيلي وميسي كاستعارة للتبجّح. لا جديد في هذا الإصدار الذي أعاد خلاله الرابر تدوير ثيمات سابقة ميّزت بداياته: "بقيت في نفس الديسكور غير تزاد الفلو، لاتيكنيك و ليكسيك". تميز الإنتاج هذه المرة بتشكيلة واسعة ضمّت أسماء عديدة مثل نووفو وهلابوي ويو أصيل في تقليدٍ قلما نراه في المشهد المحلّي، منحت "حلمت آدو 6" تميزًا عن بقية السلسلة عبر زخمٍ لحني وإيقاعي يبدو كأفعوانيّة مثيرة.