تأثر دادا منذ بدايته بتجارب الهيب هوب المغربية، حيث استلهم من أسماء محلية مثل ايش كاين ودون بيغ، بالإضافة إلى مجموعة الراب ستيل سوس المنحدرة من مدينته أكادير. يحمل ألبومه القصير الأول الذي يحمل عنوان "صنع في المغرب"، عصارة تجربة العيش في هذا البلد من التذوق الفني إلى المشاكل الحياتية واليومية، حيث يكشف عن بلاغة دادّا بالكتابة والاستلهام من هذه الحضارة الغنيّة. يلعب فيه دور الأخ الكبير أي الدادّا بمعنى الكلمة الأمازيغي في مدينته، ويقدّم كلمات متقنة على بيتات منوّعة بطريقة إبداعية ومشاهد نابضة من قلب الثقافة المغربية.
تعامل دادّا في إنتاج أغلب أعماله مع يان واعتبره واحدًا من أهم المنتجين في المشهد المغربي، وقد أنتج كل تراكات هذا الألبوم دون استثناء ليكون شريكه الأول في نقل هذا الصوت الملهم. افتتح إنترو الألبوم "واحد" بعيّنة من صوت كمنجة يقترب من الموسيقى الشعبية المغربية، قبل أن يباغتنا صوت البيت المليئ بعينات سايكدالية. استلهم دادّا في باراته تعابيرًا من عمق الثقافة اليومية لحياته، كما قدم تحيّة لواحدة من أبرز المغنيات الشعبيات في بلاده نجاة أعتابو. رافق الأغنية فيديو كليب من إخراج فيرمونس الذي قدَّم لوحة ديناميكية تناغمت مع ضربات البيت، واستخدم مزيجًا من الألوان الجريئة والمتباينة لتعزيز التأثير البصري.
في مقابلته على هيت راديو مع مومو بعد إطلاق الألبوم، صرّح دادّا بأنه حرص على تقديم تعاونين في هذا الألبوم أولهما مع الرابر دون بيغ من قدامى المشهد المغربي في تراك "صنع في المغرب". افتتح التراك بتدفق جريء وواثق، تبعه دون بيغ ببارات مرصوصة مستكملًا السردية المفتوحة عن الحياة في المغرب بحلوها مرّها، وقد عاد المنتج يان إلى أسلوب الأولد سكول بنفحة عصرية. رافقهم المخرج فيرمونس بمشاهد دمجت المعالم التراثية للبلد مع حياة الشباب الحقيقية، مستخدمًا أسلوب اللقطات الوثائقية مما أعطى الكليب بعدًا واقعيًا متصلًا بسياق الكلمات. أما التعاون الثاني، فاختار أن يكون مع مشهد الأندرغراوند في تراك "212" مع ريتا كمال، وهي رابورة ذات أصول مغربية تقيم في الولايات المتحدة، وناب فايك الذي قدم باراته بأسلوب بلاغي مليئ بالتشبيهات المعقدة. اتبع يان طبقة من التأثيرات المحيطة مثل الصدى والتأخير مع صوت طبول غير تقليدية، مما أضاف بعد ثلاثي هادئ على التراك.
حملت "عادي جدًا" إيقاعًا يقترب من موسيقى الريجي، ونقلنا دادا معه في مشوار يوم عادي جدًا من حياته، بينما جاء الكوبليه محملًا بجمل فلسفية عن محاربته شبح البطالة بأسلوب رايق وجذاب، يعلق بالأذن من المرة الأولى. يعود في حلمة إلى الانغماس في مواضيع مرتبطة بشخصيته الإيجابية والحالمة التي تدعو إلى التأمل وإعادة تقييم النفس. أما "سويتشي" فهي كلمة تقال عندما يريد أحد تغيير الموضوع أو إيقاف الدرما، ويغرق فيها دادّا بأحاديث شخصية تكشف عن أدائه الصوتي القوي، مع ضربات ساكسوفون تقترب من أسلوب الآر-أند-بي.
اتسم الألبوم بجودة عالية من ناحية الإنتاج الموسيقي مع يان، وقد قام بإتقانه كل من e11studios وflomine. وبما أن السرد يدور حول الحياة في المغرب، فقد مست الكلمات جوانب منوعة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية، إلى التقاليد الثقافية والحكايات الشخصية، مما وفر صورة دقيقة للتجربة المغربية، وجعل الألبوم يصل إلى شرائح كبيرة من المستمعين فقد دخل دادّا هذا الأسبوع إلى قائمة بيلبورد عربي ١٠٠ فنان للمرة الأولى، ووصل مباشرةً إلى المرتبة ٥٥، ما دل على نجاح هذا الألبوم وتحقيقه نسبة استماعات عالية على منصات البث المختلفة.