مع انطلاقة صيف 2025، بدا واضحًا أن مشهد الهيب هوب الخليجي يعيش واحدة من أكثر فتراته توهّجًا وتألقًا. فالإصدارات تتوالى بوتيرة متسارعة، والصوت يعلو في السعودية والبحرين والكويت، حاملًا معه مزيجًا متفردًا من الهوية المحلية والجرأة والتجديد.
سواء كنت من عشّاق القوافي الثقيلة، أو محبًّا للإيقاعات الحديثة الممزوجة بالنكهة الخليجية، فإن هذا الموسم يعدك بكل ما يلهب الحماس. في هذه القائمة، نستعرض أبرز الإصدارات الجديدة التي أطلقت شرارة الموسم، وسادت فيها روح التعاون بشكل خاص، إذ لاحظنا تشكل الشراكات وتقديم أداءات مشتركة.
ليل إيزي ودكتور سليم – "الحارقة"
أشعل الثنائي ليل إيزي ودكتور سليم الساحة بتراك "الحارقة"، احتفالًا بتتويج نادي الاتحاد بلقب الدوري السعودي، وذلك قبل يوم واحد فقط من المباراة الختامية أمام ضمك. الأغنية تنبض بأجواء ملاعب الكرة الخماسية، وتحمل طاقة مشجّعين متوشحين بألوان "العميد"، وتتمحور حول التحدي والحسم والهيبة.
اُستلهمت كلمات التراك من مدرجات الجمهور، وقدّم دكتور سليم بارات حادة تُبرز هوية "النمور"، مثل: "واللي يظن لحمو قاسي ناكلو/ ضيوف بمخالب يتباشرو".
مؤيد النفيعي والشيخ – "بترول الفن"
بعد غيابٍ دام قرابة العام، عاد مؤيد النفيعي إلى ساحة الراب السعودي بقوة، من خلال تراك "بترول الفن"، الذي جمعه مع الرابر الصاعد الشيخ، في عمل يُعد تحية نابضة لروح جدة الثقافية ولمسار الهيب هوب المحلي.
الكليب الذي أخرجه ضرار شواقفة صوّر في قلب منطقة البلد التاريخية، بأزقتها العتيقة التي احتضنت مؤيد والشيخ في مشاهد تنسجم مع النَفَس التراثي والبارات التبجحية التي يحملها التراك. وجاء الإنتاج الموسيقي بإمضاء بيلو، الذي قدّم بيتًا صاخبًا غنيًا بالعينات الإلكترونية، مدعّمًا بتأثيرات سنث فوضوية خدمت روح التراك وأداء الثنائي المتناغم.
فليبراتشي – "دووري"
من بين زحمة الإصدارات، تتوهج "دووري" لـ فليبراتشي كأكثر التراكات حماسةً من العام 2025 حتى الآن. الأغنية تبدأ بعزف أوركسترالي أنيق، يهيّئ المستمع لمشهد درامي، لكن ما يلبث أن يقتحمه فيبراتشي بحضوره الساخر المعتاد، مدفوعًا بإيقاعات خليجية تنبض بالحرارة والهوية.
السمبلة الذكية للموسيقى الأوركسترالية داخل البنية الإيقاعية منح العمل بعدًا صوتيًا فريدًا، حيث تذوب الفخامة الكلاسيكية في تركيبة غنية ونابضة بالطاقة. وبأسلوبه المعروف بالمراوغة اللفظية والتعليقات اللاذعة، وبمرجعيات من الثقافة الشعبية والرياضة، يُقدم فليبراتشي تراك ساحر، لا يُمل منه أبدًا.
دي جي آوتلو وفلبراتشي وعبدالله ترِل وفورتكس – "سافا"
في تراك "سافا"، يجتمع كل من فلبراتشي وعبدالله ترِل وفورتكس عبر إنتاج موسيقي من دي جي آوتلو في تعاون يلتقط روح الهيب هوب الخليجي بنَفَس عصري مرح. التراك يمزج بين بيت إيقاعي حيوي وأداءات بأساليب متنوعة، حيث يتناوبون على إلقاء البارات بأساليبهم المختلفة التي تعكس ثيمة الفخر الرائجة بالراب السعودي.
يبرز فورتكس بمقطع حمل نبرة فكاهية لاذعة، تناقش الجانب التجاري بمشهد الراب، وكأنه يتحور وفقًا لما يطلبه الجمهور: "تبون راب ولا إيقاع رومبا؟ ولا تبون سامري؟ لا بقول عادي، لأني بكل جانرا أنا فيها عُمدة." "ساڤا" تراك جماعي يحتفي بروح المشهد، ويؤكد أن التلاعب بالأمزجة ليس نقيضًا للحرفية، بل جزءٌ من قوتها.
لوفي وفروتكس - دوبامين
في "دوبامين"، يُقدّم لوفي برفقة فورتكس تراك يتأرجح بين الغليان الداخلي والهدوء الظاهري، وكأنّه شحنة غضب تُقاوَم بتركيزٍ محسوب. البيت مبني على سنثات ناعمة، تمنح الإيقاع ملمسًا هشًا، بينما الأداء ينفجر ثم ينكمش، كما لو أن التراك يحبس صرخة على وشك الخروج.
إنه عمل يستوحي اسمه من المادة الكيميائية المسؤولة عن التحفيز والمتعة في الدماغ، لكنه يعكس الوجه الآخر من الدوبامين: التوتّر الداخلي، وتقلّب الحالة المزاجية، والرغبة في التوازن وسط اضطراب عاطفي.