في سبيل الوصول إلى شعبيته الكاسحة التي نشهدها اليوم، خاض أحمد سعد مسيرة جريئة وصبورة. منذ بداياته كملحن عام ٢٠٠٢، وكمطرب بعدها بعام، مرورًا بتحولاته الفنية الدرامية على مدار ٢٠ عامًا، حجز أحمد سعد مكانه ضمن نجوم الصف الأول، مع عددٍ لا يستهان به من الأغنيات الضاربة المنتجة خلال فترة لا تتعدى العامين. نستعرض في هذه القائمة أغنيات من بدايات أحمد سعد، في سبيل الفهم الأشمل لنجاحه الحالي.
طب ليه
بدأت مسيرة سعد كملحن بفعل الصدفة، من خلال تحدٍ مرح بينه وبين المطرب راغب علامة. لم يكن سعد ملحنًا بعد ولا حتى مطربًا، لكنه راهن راغب على قدرته على تلحين أغنية هيت كاملة خلال ٢٤ ساعة، ليأخذ راغب الأغنية كما لحَّنها سعد بدون تعديلات، ويصدر طب ليه، التي احتلت مكانها ضمن أغنيات البوب الأيقونية التي جددت جماهيرية راغب علامة.
أشكي لمين
خلال الأيام الأولى من عام ٢٠٠٣، الذي حفِل بإصدارات نجوم جدد مثل حماقي ولؤي ومحمود العسيلي، أطلق أحمد سعد ألبومه الأول أشكي لمين. حمل الألبوم عنوان أغنيته الرئيسية، التي كتبها الشاعر الراحل الشيخ صباح الناصر الصباح ولحنها ملحن التسعينيات البارز حمدي صديق. يستعرض أحمد سعد صوته العريض وتنوع ألوانه الغنائية على إيقاعات إسبانية راقصة، كاشفًا تأثره بالجماليات الأدائية للراي، مع إجادته الكبيرة للتعريب في مواضع غير مألوفة. وضع هذا الألبوم الحجر الأول في مسيرة حافلة بالتجريب.
يا خسارة
بعد أربع سنوات، عاد سعد بثاني ألبوماته: أحمد سعد ٢٠٠٧، والذي ضم عددًا من أهم وأجمل أغانيه. من وحشتني عيونك التي كتبها شقيقه الفنان عمرو سعد ولحنها محمد يحيى، مرورًا بكفاية كده، والنهارده زي بكرة، وكل ليلة التي لحَّنها النجم محمد حماقي، وبالطبع أغنية يا خسارة، التي أبرزت لمحة من قدرات سعد الطربية في الشجن قبل أن يصبح أحد سمات شخصية سعد الفنية لسنواتٍ طويلة لاحقة.
سألت نفسي كتير
عاد سعد في العام نفسه عبر فيلم الشبح بأغنية سألت نفسي كتير من كلمات أيمن بهجت قمر، وألحان محمد يحيى. بدا واضحًا أن سعد يستطيع أن يصبح لسان حال بطل الفيلم بتقديم أداء غنائي يوازي سرديته، الأمر الذي تعلّمه على يد الموسيقار عمار الشريعي. تبدأ الأغنية بتليّيلة عاد فيها إلى بداياته كمغني ابتهالات، ويتصاعد صوته ثم يتخفّى وراء الموسيقى ليغني مترددًا: "سألت نفسي كتير، ما رسيتش يوم على بر/ أنا اللي فيَّ الخير، ولَّا اللي فيَّ الشر". بصوت مُحمّل بالخوف والحيرة يختتم سعد متسائلًا: "أنا مين وفين، أنا إيه/ مفروش طريقي بورد/ ولّا الزمان دا أنا فيه، أضعف واحد ع الأرض".