لا يحدث كل يوم أن تحتل التريند فجأة أغنية بعد صدورها بسنة ونصف، فكيف وإن كانت صاحبة الأغنية مطربة شابة لاتزال تتلمس خطواتها الأولى في عالم الفن. توحي الأغنية الهيت مخصماك أن نوال ليست إلا واحدة من الظواهر الموسيقية التي يعومها تيك توك وتختفي سريعًا؛ لكن هذا الانطباع يتلاشى تمامًا عند الاستماع بتمعن للأغاني القليلة التي أصدرتها المطربة حتى اليوم، والتي نعثر فيها على صوت وتجربة موسيقية استثنائيان. تتميز نوال من بين الكثير من المطربات في الساحة الفنية اليوم، بخامة صوتية خاصة تعرف جيدًا كيف تستثمرها بخياراتها الجريئة والمثيرة للاهتمام.
بدأت القصة قبل ثلاثة أعوام، عندما انتقلت نوال إلى مصر لتُطارد حلمها وتقدم أولًا أغنية بنتي حبيبتي، من كلمات هاني عبد الكريم وألحان مدين. لم تكن نوال قد عثرت على صوتها الخاص بعد في هذه الأغنية، لكن كان لها دورٌ في الكشف عن إمكانياتها. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن تعثر نوال على مسارها الخاص، الذي رسمت ملامحه مع شركائها الدائمين، المؤلف مصطفى حدوتة والملحن وليد العطار والموزع كولبيكس، الذين تعاونت معهم فيما تبقى من أعمالها. رسم الثلاثي ملامح أغاني نوال عبد الشافي المميزة، التي تحضُر فيها تأثيرات موسيقى المهرجانات والنغمات الإلكترونية والإيقاعات الغربية الراقصة بالحدود الدنيا، دون أن تؤثر على طابع الأصالة الطاغي؛ الذي يتجلى بالإيقاعات الشرقية والاقتباسات الشعبية، بالإضافة للعُرب الطربية التي تُزين أداء نوال الفانكي وتُعطي أغانيها رونقها الخاص. يظهر العنصر الأهم من ذلك كله في كلمات الحدوتة غير النمطية التي لا تخلو من الطرافة، والتي تتمرد على الصورة الضعيفة للمرأة العاشقة في الأغاني الرومانسية، لتكون العلاقة بين الرجل والمرأة عند نوال هي علاقة الند للند.
كان لنبرة التحدي هذه الدور الأبرز في انتشار أغنية مخصماك على تيك توك، بالإضافة طبعًا للرقصة البسيطة التي شاهدناها مرارًا. حافظت نوال على ذات الروح وطورتها في الأغاني اللاحقة، لتصل إلى الذروة بأغنيتها الأخيرة على كيفي: "على كيفي، أمشي أنا بمزاجي وبكيفي" لتُعبّر فيها بشكل أوضح عن عدم تقبلها لتبعية المرأة وإلغاء فردانيتها في العلاقات العاطفية.
من أغاني نوال الأخرى المختلفة والمثيرة للاهتمام أغنية عينك، التي تستخدم فيها نوال إيقاعات صوفية، لتتناول موضوع الحسد، في سياق أصيل يعتمد على رموز شعبية، مثل كف فاطمة والخرزة الزرقاء.