يصعب التفكير بافتتاحية أفضل من أغنية وكليب حبيبي ولا على باله لتفتتح الألبوم العشرين في مسيرة عمرو دياب، ابتداءً من الأيقونة البصرية للعين التي تشبه عين حورس، وانتقالًا للدمج بين الديسكو أو النايت كلب كموقع وبين الرقص الشرقي، انتهاءً بالألحان المركبة من طبقتين، تجمع الأولى الريجي والبوب فيما تجمع الثانية بالمقابل الآلات الشرقية من عود وطبلة وكمانجة. شكلت الأغنية علامة في مسيرة عمرو دياب في ذلك العقد، وتركت أثرها في مشهد البوب العربي ككل. أما لو استعرضنا مسيرة عمرو دياب كاملةً، باحثين عن أولى تجاربه التي قدمت كل التنويعات الممكنة، لوجدنا بالتأكيد أنه ألبوم أكتر واحد الصادر عام ٢٠٠١، والذي كان رغم رومانسية طابعه حريصًا على أن تسوده روح حيوية وحركية راقصة عبر عناصر مختلفة.
يأتي المفتاح الأول لفهم خصوصية الألبوم في كلماته، التي حملت تعابير أكثر تلقائية وحميمية، ولغة متحررة من قيود القالب الرومانسي، سواء في الأغنيات التي كتبها أيمن بهجت قمر مثل كان طيب وأحبك أكرهك وغيرها، أو محمد رفاعي الذي كتب بعد الليالي، أو بهاء الدين محمد الذي كتب أديني رجعتلك ويا حبيبي لا.
حافظ عمرو دياب على وحدة إيقاع الألبوم بأداء متمكن ينتقل بين الجدية والمرح والتندر.كذلك، ثبت طارق مدكور كمحور رتكاز للتوزيع في كل الأغاني، لذلك لا يوجد خروج كبير عن النسق العام، الذي انقسم إلى جزأين، جزء أول من أربع أغنيات تمزج بين إيقاعات الريجي والبوب وآلة الأكورديون، مع حضور شبه ثابت للطبلة، وحضور أقل للجيتار الكهربائي والعود. بينما مال الجزء الثاني المكون من ست أغنيات الى الطابع الرومانسي ذو الرتم الهادئ عبر المزج بين البيانو والعود أو الكمانات الشرقية، مع إستعمال ملحوظ للسينث، خاصة في تلحين عمرو مصطفى، مع حضور لبصمة طارق مدكور في التوزيع بإتاحة مساحات أشبه بالسولوهات بين مقاطع معظم الأغاني لأداء أوركسترالي، عزف منفرد للكمنجة كما في أغنية بعد الليالي، أو العود في أغنية أديني رجعتلك. قام عمرو دياب بتلحين أغنيتي كان طيب وأديني رجعتلك بنفسه، فيما تضمن الألبوم كذلك ألحان خالد عز ومحمد رحيم والبدري كلباش.
حققت هذه الخلطة نجاحًا ضخمًا للألبوم، سواء على مستوى المبيعات بتخطيه لعشرة ملايين نسخة، أو بفوزه بالـ World Music Award عام ٢٠٠٢. لكن تبقى الجماهيرية الهائلة لكافة أغنيات الألبوم، وصموده ضد عامل الزمن في ذاكرة جيل كامل مازال يستمع لهذه الأغنيات حتى اليوم، هي المعيار الأول والأخير لهذا النجاح.