اشتهرت نويل خرمان من خلال كوفرات الماش-أب التي تمزج فيها الهيتات الأجنبية بأغانٍ عربية؛ لتساهم عبر صوتها ببناء جسر يقرّب شرائح مختلفة من الجمهور. كانت نويل تعتمد في اختياراتها على التقاط ثيمة مشتركة تجمع الأغاني الأجنبية التي ترغب بأدائها مع أغاني عربية معروفة؛ فكانت البداية مع Hello لأديل وكيفك إنتا لفيروز. بعد تقديمها عدة كوفرات باللغة الإنكليزية، اتجهت نويل إلى الأغاني الإسبانية والفرنسية الدارجة لتثير الإعجاب مجددًا بقدراتها وأدواتها اللغوية والصوتية، فقدمت كفر ماش-أب Despacito/ أخيرًا قالها، اللتان تلتقيان بثيمة الفرحة بعلاقة حب تم انتظارها طويلًا، وقدمت أيضًا كوفر جمعت فيه أغنية Si t'étais là للوان مع أغنية في قهوة عالمفرق لفيروز؛ المتطابقتان بالحالة الشعورية، ففيهما تبكي ذكريات لا يمكن أن تعود أبدًا.
أشارت نويل خرمان أن نجاح تجربتها في الكوفرات التي حققت فيها أرقام مليونية على المنصات المختلفة، أغنتها عن تجربة برامج المواهب التي كانت تنوي خوضها قبل أن تصدر أغانيها الخاصة. أخذت نويل كل وقتها قبل اتخاذ هذه الخطوة، لتقدم أغنيتها الأولى مرات، بعد أن اشتهر اسمها بما يقارب أربعة أعوام. مع ذلك، كان لهذا التأني دورة الإيجابي في الثقل الذي اكتسبته شخصية نويل خرمان الفنية؛ كونها اختبرت خلال هذه السنوات ألوانًا موسيقية متباينة استوردتها من ثقافات متعددة، لتصل نهايةً إلى صوتها المميز شديد المرونة، والذي عرفت كيف توظفه لأداء اختيارات غنية، تنتقل فيها من الطبقات الأثيرية إلى الجهيرة بخفة وسلاسة.
كشفت نويل مع صدور أغنياتها مرات ومش كفاية، عن إمكانياتها الإضافية بكتابة كلمات الأغاني والتلحين أيضًا. لكن نقطة التحول الأكبر في مسيرتها كانت مع أغنية آن الأوان، التي بدأت تميل فيها للتعقيدات اللحنية أكثر، وإلى دمج الألوان الموسيقية المختلفة ضمن سياق مثير، تتكسر فيه الحدود الفاصلة ما بين الأصوات الغربية والعُرب الشرقية، لتتضح فيها نزعتها لتقديم كلمات أكثر تعمقًا بالتفاصيل الشخصية، وتبدأ معها هوية نويل خرمان الفنية بالتبلور والنضوج.
لم تكن خطوات نويل خرمان التالية أقل إثارةً، حيث قدمت تعاونين مع بيج سام في أغنيتي إنت يلي ولو التقينا، وأخيرًا قدمت ألبومها الأول الذي حمل عنوان مذكرتي كما ذكرت في إحدى المقابلات فيما نزّلت أغانيه تواليًا لتبرز من بينها اغنية آن الأوان، وتختتم الإصدارات هذا الشهر مع أغنية وياك.