أتت أحدث أغاني الأخرس تركني عيش بلسان حبيب لا يستطيع الرحيل مع أنه يعلم أن حبه غير متبادل. ما بين صوته العذب ونغمات جيتار كهربائي، يتأرجح الأخرس بين الحزن والضيق ليقدم أغنية متوازنة الملامح صادقة الإحساس.
يكمن جزء كبير من مصداقية تركني عيش في انسجام عناصرها، خصوصًا وأن الأخرس هو من كتب ولحن الأغنية بنفسه لذا يبدو صدق المشاعر جليًا في أدائه. تنقل الأغنية تخبطًا عاطفيًا متحدثةً بلسان حال العشاق الذين لا ينالون مقابلًا مرضيًا لحبهم، فيبدي الأخرس حنقه تارة معلنًا "مغلوب على أمري كنت معاك/ تلعب علي بهواك/ شو مني مستني" ويتراجع فيستجدي حبيبته تارة أخرى قائلًا "نفسي تكون بمكاني/ بعيني تشوفك أناني" لينتهي به الأمر طالبًا منها الرحيل وكأنه اعتراف منه أنه لن يقدر على قطع العلاقة بنفسه "تركني أعيش أيامي/ أنا تعبان أرجوك انساني".
يحدث في بعض الأحيان في الموسيقى البديلة أن تنفرد مساحة أكبر للسولو، يميل الأخرس إلى ذلك كما فعل مع الجيتار الإسباني في أغنية من اليوم، والكلارينت في نسخة أنغامي سيشنز من أغنية بعد شو، نجد تركني عيش تستعرض سولو جيتار كهربائي معبر، وإن انتهت الأغنية على نوطة حادة من الكلارينت قد تكون أعلى من اللازم.
أما الكليب الذي أخرجه آدم م. جمال فجاء بسيطًا وحزينًا مع لمحة من الغموض ربما تعكس مشاعر الحبيب المتردد بين البقاء والرحيل، وتمثل التناقض بين موقف الحبيب والمحبوب حيث يظهر الأخرس تحت بقع ثابتة من الضوء بينما تختفي وتظهر ملامح حبيبته تحت أضواء مشتتة.
على مدار الأعوام الثلاثة الماضية تمكن الأخرس من الوصول لجمهور أكبر متخطيًا الحدود بفضل صوته العذب واختياراته المميزة للمواضيع والألحان، حيث لاقى نجاحًا واسعًا مع هيتات مثل لساتني جنبي وآخر كاس وبعد شو.