تتركنا محاولات تحديد انطلاقة عزيز الشافعي الفنية الحقيقية حائرين دائمًا، فرغم توسع نشاطه وازدياد رصيده من الألحان في السنوات الأخيرة، إلا أن مشوار بداياته كان مرتبطًا بنقاط بارزة متباعدة منذ العام ٢٠٠٤ في أغنية بلاش الملامة التي غناها خالد سليم، أو ابن بلد لمحمد فؤاد في ٢٠٠٩، وأغنية حب جامد لجنات في ٢٠١٣، ويا منعنع لمصطفى حجاج في ٢٠١٥، وغيرها.
مؤخرًا برزت بشكل خاص مرونة عزيز الشافعي وقدرته على تخصيص الألحان والكلمات لتناسب فناني البوب باختلاف تجاربهم، دون أن يقع في فخ التشابه أو التكرار، ودون أن يفقد بصمته الشخصية أيضًا.
بهاء سلطان - تعالى أدلعك
بتعريف السلطنة في قاموس البوب المصري المعاصر، يتبادر إلى الذهن اسم بهاء سلطان من بين أسماء كثيرة. لتقديم هذه الحالة الصوتية الفريدة، يأتي العود المتمهل الممزوج بالطبول الشرقية، ليعطي لحن عزيز المساحة الأكبر لصوت وأداء بهاء سلطان، ويضيف روح العروض الحية عبر المقسوم الشرقي والصاجات. جاءت كلمات الأغنية كذلك بتعابير شديدة الحميمية لتتغنى بالمبادرة وصفاء النفوس.
مدحت صالح - حنين للبيت/ تتر مسلسل راجعين يا هوى
يختار اللحن الجيتار والأكورديون كآلات أساسية لعمل مقتبس من إرث كلاسيكي، ولصوت مدحت صالح، إلى جانب الطبلة التقليدية في إيقاع منتظم، بانتقالات مستقرة متمهلة لا تحمل إيقاعات مركبة، ليعبّر هذا المزيج التوزيعي عن حالة حنين للبيت والوطن.
صابر الرباعي - سلملي
يدمج عزيز الشافعي في الأغنية التي حملت توقيعه في اللحن والكلمات، بين روح الحركة في صوت الرباعي مع المقسوم الشرقي، ويمزج بين العود والموسيقى الإلكترونية، مع لمسة كلارينيت. كما حافظ على القافية في الكلمات كإضافة وبصمة شخصية على أسلوب صابر الرباعي، منتقلًا به إلى العامية المصرية التي تناسب عنفوانه وأسلوبه الغنائي التطريبي.
أحمد باتشان - معايا طول الليل
يكرر عزيز الشافعي تجربة يا منعنع مع مصطفى حجاج مع المغني الشاب احمد باتشان، بأسلوب أكثر سلاسة عبر إضافة السنث، وتواجد إيقاع للمهرجان في الإنترو ممزوجًا بالموسيقى الإلكترونية والتشل هاوس.
عمرو دياب - والله أبدًا
انتقل عزيز الشافعي بالهضبة إلى مساحة بين البروجرسف هاوس والبروجرسف ترانس في تجربة هي الأولى من نوعها له، خاصة وأنها تعتمد على سَمبلة الصوت والاستفادة منه كبصمة مضيفة للتراك الموسيقي. أتت التجربة سباقةً وقد استمعنا لعمرو دياب يغني بالفصحى للمرة الأولى، مع وضع مقابل عامي لها من تأليفه في المعنى والحالة، بحيث يصبح التراك وحدة متكاملة معبرة عن حالة محددة.