خلال مشاركتها بالنسخة الأولى من برنامج سعودي أيدول، استحوذت همس فكري على اهتمام الجمهور ولجنة التحكيم، المكونة من أحلام وماجد المهندس وأصالة وأصيل أبو بكر. فعلى الرغم من حضورها المرتبك في البداية، وغنائها مغمضة العينين في تجربة الأداء الأولى، إلا أن خامة صوتها النادرة وأداءها الساحر مكناها نهايةً من الفوز بلقب سعودي أيدول، أو محبوبة السعودية، كما يُفضل جمهورها تسميتها.
في أول مقابلة تلفزيونية أجرتها همس فكري بعد فوزها بلقب سعودي أيدول، أشارت إلى رغبتها بمواصلة تعلّم الموسيقى وتطوير أدواتها؛ ليبدو أن شغفها لا يقف عند حد، وأنها لاتزال تتوق لاستكشاف المزيد من القدرات الكامنة في صوتها. بدأ هذا الصوت بالتحرر خلال رحلتها في سعودي أيدول من اللونين العدني والجيزاني، اللذان اقترنت بهما في السنوات الماضية، عندما كانت تُغني في الأفراح أغنيات تراثية بغالبها. كذلك، قدمت همس فيما مضى كوفرات عديدة لأغاني نجوم الخليج المعاصرين، من أمثال محمد عبدو ورابح صقر وأصالة، لكنها كانت دائمًا ما تغنيها بأسلوبها الخاص، وتعزز الملامح الطربية في الأغاني التي تختارها حين تعثر فيها على ما يقرّبها من الموشحات العدنية.
ورثت همس فكري مهنة الغناء في الأفراح عن أمها، المغنية الشعبية أماني الشافعي، التي كانت دائمًا قدوتها، وظلّت تسير على خطاها إلى أن شاركت بمسابقة سعودي ايدول. بدأت بعدها مرحلة جديدة من مسيرة همس الفنية، لتحصل على عقد مع شركة بلاتينيوم ريكوردز بعد فوزها باللقب، وتُصدر سريعًا أولى أغانيها المنفردة تناساني. جاءت الأغنية من كلمات فيصل الشعلان وألحان عبد المنعم العامري، وقد وزعها بشار السلطان بما يتناسب مع اللون السعودي التراثي الطربي، المحبب بالنسبة لهمس فكري وجمهورها.
تبرز همس كواحدة من الأصوات الخليجية الواعدة، وإطلالاتها القليلية التي تبعت برنامج سعودي أيدول تؤكد على ذلك، لاسيما مشاركتها الأخيرة في الحفل الذي أحيته المطربة أحلام في جدة؛ ففيه قامت أحلام بتقديم همس فكري لجمهورها بواحد من أجمل الدويتوات الخليجية النسائية التي سمعناها مؤخرًا. بقي حضور همس فكري خجولًا، ولكن صوتها يخطف القلوب ويستحوذ على اهتمام المستمعين بشكل مفاجئ، وكأن كل مرة يسمعون بها همس فكري هي المرة الأولى.