مع حلول العام ٢٠٠٦ كان بهاء سلطان قد رسَّخ حضوره كجزء مهم من ثقافة جيلي الثمانينيات والتسعينيات دون أن يفقد اهتمام الأجيال التي سبقتهم، من خلال حرصه على تقديم أغنيات تناسب صوته وأداءه الطربي، مع حفاظها على التنوّع والإيقاع العصري، لتصمد أمام عامل الزمن. كان المطرب الشاب قد قدَّم ألبومين من إنتاج شركة فري ميوزك تضمّنا تعاونات مع أسماء كبيرة من شعراء مثل نادر عبد الله ومجدي النجار ومصطفى كامل، وملحنين مثل حسن أبو السعود ورياض الهمشري ومحمد رحيم وغيرهم، قبل أن يعود مع ألبومه الثالث كان زمان.
تضمَّن الألبوم أغنيات متنوعة من حيث المواضيع والحالات المزاجية، إلى جانب لمسة نصر محروس، ليتنقّل بهاء بين أغاني خفيفة راقصة مثل خليك فاكر، من كلمات نصر محروس وألحان أحمد فرحات، وأغاني أكثر ثقلًا مثل قلبك يا حول الله، من كلمات إيهاب عبده وألحان المطرب تامر عاشور، التي تتضمن واحدة من أشهر لازمات أغاني بهاء سلطان "قلبك يا حول الله بقى دلوقتي فاضي/ كل شئ مات من جواه وإنت كده راضي".
لم تكن هذه المرة الأولى التي يغني فيها بهاء سلطان من ألحان أو كلمات مطرب آخر، إذ جمعته علاقة وطيدة بأقرانه من الفنانين، وأبرز مثال على ذلك أغنية إحلف من كلمات مصطفى كامل، وأغنية قوم أقف وإنت بتكلمني من ألحان وكلمات تامر حسني الذي ظهر في كليب الأغنية. كانت قوم أقف مقدمة لمسيرة بهاء التي تزخر بأغنيات راقصة مبهجة يصعب نسيانها مثل يا ترى ومايردش، ثم جاء ألبوم كان زمان ليتّبع النهج عينه مع أغنية الواد قلبه بيوجعه من كلمات نصر محروس وألحان محمد رحيم.
مع ذلك، يصعب الحكم أحيانًا إن كانت موسيقى بهاء سلطان تبعث فينا بالحنين لأننا استمعنا إليها في فترة من ذي قبل أم أنها تحمل عوامل النوستاليجا الحالمة منذ البداية، يظهر ذلك على وجه الخصوص في أغنية كان زمان التي يحمل الألبوم اسمها. تعزز الألحان التي وضعها رياض الهمشري للأغنية عامل النوستالجيا، خاصة وأنّها تعتمد على المقسوم الذي يعد من الأصوات الأساسية والأقدم في الموسيقى العربية الطربية. أما كلمات الأغنية التي كتبها نصر محروس فتطرّق إلى موضوع الحنين للماضي، وتحاكي هذا الحنين باستخدام وتريات تتلاشى تدريجيًا، تمامًا كالذكريات الحلوة والمرة، فيغني بهاء متنقّلًا بسلاسة بين الهدوء والانفعال : "كانت عينيهم حاضنين عينيا/ دلوقتي راحوا.. راحوا يا قلبي من بين إيديا عشرة سنين/ وبقينا يا قلبي لوحدنا ويّا اللي فات/ هنروح لفين إنت وأنا من الذكريات".