يمكن تصنيف مغرومة لنجوى كرم بين الألبومات الأكثر شعبية في نهاية التسعينيات، حيث كان يتم تشغيله في المساحات العامة والمناسبات الخاصة دون توقف. تخطى نجاح ألبوم مغرومة حدود بلاد الشام، وساهم في تعزيز شعبية نجوى كرم على مستوى الوطن العربي، ليتصل بعدها بنجاح ألبوم روح روحي في الصيف التالي. أتم ألبوم مغرومة هذا الصيف عامه الـ٢٥، وما زالت أغنياته تحتفظ بمكانتها الراسخة في الذاكرة، لعناصرها الموسيقية الفريدة المتنوعة.
تميز الألبوم بتركيبته الموسيقية الفريدة التي تعتمد توزيعاتها بشكل رئيسي على المجوز والطبول الشرقية والكمانجات. يتكون الألبوم من ثمان أغنيات بالكاد تتجاوز مدتها نصف ساعة، بحيث اعتاد المستمعون تكراره كاملًا عدة مرات، يعيشون فيها رحلة الألبوم العاطفية الدرامية كاملة، ابتداءً من حالة الحب الطفولية بأغنية مغرومة، ووصولًا لأغنية التوبة التي تعلن فيها عن ندمها وتعد نفسها ألا تقع في الغرام مجددًا. نختبر ما بين الأغنيتين لحظات عاطفية متضاربة عبر ست أغنيات تتبدل فيها الأدوار ومواطن القوة والضعف، لتكون نجوى المرأة القوية التي تسخر من الضعف وخفة الرجال بأغنية غمزة، وتقدم صورة المرأة المكسورة الضعيفة القابلة للانهيار إذا ما تخلى عنها حبيبها في أغنية عم بيقولوا، لتعزز هذه التبدلات المزاجية الحادة والتناقضات الطابع الدرامي في الألبوم.
تميزت أغاني الألبوم بأن كلًا منها ترسم حكاية درامية متكاملة مليئة بالتفاصيل والصور التي أغنت عن الحاجة للفيديو كليب، مثل: "بمشي بحس بجسمي طاير/ بنسى بمدرستي مريولي/ معلمتي فهمت شو صاير/ رفقاتي بصفي قالولي". تصلح كلمات كهذه لأن تكون سيناريو، وتفتح باب الخيال أمام المستمعين، رغم أن غناء هذه المفردات الطفولية بصوت امرأة ناضجة تضج أنوثة كنجوى يبدو أمرًا عبثيًا وساحرًا في الوقت نفسه، وكأنها تؤدي دورًا سينمائيًا عببر صوتها فقط. تلعب الموسيقى دورًا دراميًا في بعض الأغاني أيضًا، كما يحدث في أغنية ودعتو، التي يصاحب ضجيج المجوز النصف الأول من لازمتها التي لا تتركب بها جملة واضحة، قبل أن تفسر نجوى الأمر بالنصف الثاني من اللازمة: "بيحكي وما عدت سمعتو/ غصبًا عني ودعتو". كذلك، تشكل المواويل التي تسبق أغنيتي غمزة ومحسوب عليّ، منعطفات درامية واضحة تُعيد فيها نجوى رسم حدود العلاقة العاطفية.
شكل ألبوم مغرومة نقطة تحول مفصلية في مسيرة نجوى كرم، فقد كان آخر ألبوم لها يحتوي أغنيتين بموالين لسنوات طويلة لاحقة، كما تضمن أغنية نقطة عالسطر التي استخدمت فيها نجوى صوتًا جديدًا أكثر عاطفية؛ الصوت الذي سيطر على إصداراتها اللاحقة في الألفية الجديدة.






