في ختام شهر أيلول/ سبتمبر، أصدرت نوال الكويتية ألبومها الجديد الأرض، من إنتاج شركة روتانا. يتبع ألبوم الأرض آخر ألبوماتها الذي صدر قبل أربع سنوات وحمل عنوان ألبوم الحنين. فيما سبق هاتين التجربتين الأخيرتين، ارتبط عنوان ألبومات نوال بسنوات إصدارها قبل أن تأخذ توجهًا جديدًا بمنح الألبومين عنوانًا من كلمة واحدة.
يحمل ألبوم الأرض خصوصية إضافية، فمعه تطوي نوال أربعة عقود من مسيرتها، بقيت خلالها في صدارة مشهد الأغنية الخليجية، وبين نسائها الرائدات. ولأنها نوال الكويتية، صاحبة المسيرة الحافلة بالإنجازات، يصبح التحدي أكبر عند إنتاجها لألبوم جديد، إذ يصعب حقًا التفكير بإنجازات جديدة قد تضيفها إلى رصيدها. لخّصت أغنية زينة أيامي - التي سبق إصدارها الألبوم - الأمر؛ فسر نجاح نوال واستمراريتها لا يكمنان بالأرقام التي حققتها والجماهيرية التي تمتعت بها مع كل إصدار، بل بتلقائيتها، فهي تستسلم لشغفها بالغناء والموسيقى، الذي يقودها إلى إنتاج أغانٍ مُشرقة تحجز مكانتها في القلب سريعًا.
يتكون ألبوم الأرض من ١٦ أغنية، تعاونت فيها نوال مع نخبة من الكتاب والملحنين، وكان لزوجها مشعل العروش نصيب الأسد، بتلحينه خمس أغنيات. بينما كان الأكثر مشاركة من حيث الكلمات بدر بورسيلي والعاني، بالتساوي، فكتب كلّ منهما أغنيتين. واللافت أيضًا هو تعاون نوال مع شاعرات مثل وارفة وأماني الرويلي، ومع الملحنة جمانة جمال، في خطوة منها لدعم العناصر النسائية في إنتاج الأغاني الخليجية.
يتميّز ألبوم الأرض بأنه يختزل الثيمات الموسيقية التي تنقّلت بينها نوال خلال رحلتها الطويلة؛ فنسمع النغمات التُراثية التقليدية بأغانٍ مثل القصايد وعلى وين ويا ربنا، ونعثر على تأثيرات الموسيقى الكلاسيكية الغربية في أغانٍ مثل كل البشر والهقوى ولا تغمض، بالإضافة إلى الإنتاجات الأكثر عصرية في أغانٍ مثل إن حكوا واطلع من خيالي؛ التي تميزت بتوزيعها الإلكتروني الملفت.
تتسم مجمل الأغنيات بعاطفيتها، فتلتقط نوال في بعضها لحظات رومانسية مُبهجة وتتغنى بها، فيما تُغني في البقية عن الانكسارات وعذابات الحب. هُناك بعض الإشارات العابرة التي توحي بأن هذه المشاعر العاطفية الخاصة هي أمر يُمكن تعميمه لنتشارك به جميعًا كبشر في هذا العالم كما توحي كلمات أغنية كُل البشر؛ الأمر الذي قد يكون الدافع وراء منح الألبوم تسمية الأرض.