يملك عبد المجيد عبد الله صوتًا استثنائيًا، يمنح شعورًا بالدفء والألفة؛ خصوصًا في أغانيه العاطفية التي تخطى نجاحها حدود الخليج العربي، وكان لها دورًا أساسيًا بتعريف أبناء جيل الثمانينيات والتسعينيات على جماليات الأغنية الخليجية. تأخذنا هذه القائمة في جولة إلى ذِرى غنائه العاطفي عبر أكثر من عشرين عامًا.
أنا أضحك
يغرقنا عبد المجيد بحالة عاطفية غريبة في أغنيته الأخيرة أنا أضحك التي كتب كلماتها الشاعر تركي، وعبّر فيها عن التناقضات ما بين الظاهر والباطن، بإضافة تفاصيل شعرية لأفعال يومية. ترجم طارق محمد كلمات الأغنية بلحن حزين، وأكمل عبد المجيد الوصفة السحرية بصوته الشجي وأدائه المرن، لينتقل بسلاسة من القرارات العالية إلى الجوابات المنخفضة، بما يتناسب مع ازدواجية المعاني حين يقول: "أنا أضحك/ لكن ضحكتي تبكي/ أنا ساكت/ لكن نظرتي تحكي".
تتنفسك دنياي
يعرف عبد المجيد عبد الله كيف يستفيد من التأثيرات الموسيقية المحيطة به ويضبطها، ليقدم ألحانًا غنية ومتنوعة دون أن يؤثر ذلك على أصالة موسيقاه. نلمس هذا في أغنية تتنفسك دنياي، التي أصدرها قبل سنتين، ذات الأسلوب التوزيعي المعاصر، والتي تكتسب طابع الأصالة من أسلوب الأداء؛ لتكون في مكانة وسطية بين الأغاني الخليجية المعاصرة والأغاني الخليجية الطربية.
من مثلك
ثنائية أنور المشيري وأحمد الهرمي كانت العلامة الفارقة في أغاني عبد المجيد في الأعوام الأخيرة؛ فأشعار المشيري المحكية الموزونة التي يعرف أحمد الهرمي كيف يتعامل معها ويمنحها ألحان رشيقة، كانت كلمة السر لنجاح العديد من الأغاني. قدم الثنائي أغنية من مثلك لتكون الأنجح جماهيريًا في السنوات الأخيرة، بعذوبة ورقة غزلها.
متغير علي
تتميز الأغنية التي كتبها عبد الله الأسمري ولحّنها صالح الشهري، بأن وقعها على الأذن يزداد جمالًا كلما تعتقت ومضى على سماعها زمن أطول. تبرز في الأغنية النبرة العاطفية التي تطغى على الحوار، الذي يبدو كمحاولة أخيرة يائسة في علاقة حب شارفت على نهايتها. ينقل عبد المجيد كل الأفكار السوداء والشكوك التي قد تسيطر على المخيلة في هذه الحالة بصوت رقيق يرجو التهدئة، ويعطي بريقًا من الأمل رغم سوداوية الموقف.
يا طيب القلب
مضى على الأغنية الأيقونية قرابة ٢٥ عامًا، وحتى اليوم لا يمكن الحديث عن عبد المجيد عبد الله دون استذكارها. رغم أنها جاءت بعد عدة هيتات مثل رهيب، لكنها احتفظت بسحر خاص، بفضل الأداء العاطفي الأخاذ للكلمات الرقيقة التي كتبها سالم الخالدي، والتي منحها ممدوح سيف لحنًا سهل الحفظ على مقام الكُرد وإيقاع المقسوم.