تضمنت مسيرة هادي معمر العديد من الأعمال الناجحة بما في ذلك تعاونه تحت لقب Jean Bleu مع دريك في أغنية Pipe Down من ألبوم Certified Lover Boy، الذي جنى ترشيحًا لجائزة الجرامي لأفضل ألبوم، بالرغم من سحب دريك لترشحه في النهاية. تعاون هادي لاحقًا كذلك مع مروان بابلو عبر مجموعة من الهيتات التي استخدمها للعودة من اعتزاله مثل كنترول وبربري وغيرها، التي حملت جميعها بصمة إنتاجية خاصة إلى فلوهات بابلو المحمسة.
بدأ هادي بعدها بالتركيز على إصداراته كرابر مع ألبومه القصير الأول ضربة برق، والسينجل الذي صدر منه بعنوان تعرف تجري، لكن دون التخلي عن الإنتاج الذي استمر عبر تعاونات ناجحة مثل Egyptian Wifey وCall Her Right Now مع مغني الآر-أند-بي الصاعد بايو.
أما مؤخرًا، فجاء هادي معمر بألبوم قصير جديد ذكريات المستقبل بمثابة استعراض لإمكانيته ورؤيته الموسيقية، فيما يلي مجموعة التجارب التي صقلتها في السنوات الماضية، ضمن محاولة توحيد هويته كمنتج وكرابر ضمن مخرج نهائي متكامل. يأتي الألبوم كرحلة يتمسك فيها هادي بذكرياته وتتمسك به على مدار ليلة طويلة تشبه ليالي الموالد والذكر أو الحضرة، فيختلط فيها الواقع بالهلاوس، ولا نتيقن إذا كان بطل القصة ساهرًا مع ماضيه أم أنه يزوره في أحلامه. يمزج هادي نوستالجيا الماضي متمثلة في صوت الشيخ أحمد برين، ورؤى المستقبل متمثلة في صوت إيقاعات الجراج البريطاني الإلكترونية لتكون النتيجة توازنًا بين الفولكلور والابتكار.
افتتح هادي الألبوم مع منسيتِش التي يتنقل فيها بسلاسة بين الرومانسية في "منستش أنا يومي/ لما انتي كنتي فيه" والتفاخر المتحدي في "لا منساش/ الوش التاني معاكوا شغال". يفصل بين الجانبين بصوت الشيخ أحمد برين الذي يعظ "لو كان حبيبك عسل متخلصوش كله"، ولَازمة ينطق فيها "منسيتِش" باللهجة الصعيدية ليعطي الكلمة وقع أقوى. يركز هادي على مزج الجانب الطربي بأداء الهيب هوب، سواء بنفسه أو باستخدام العينات الصوتية في تراكات مثل من أول مرة واتسحبت، وخصوصًا تراك ذكريات، الذي تعاون فيه مع البروديوسر باد موود على الإنتاج. حمل التراك عينات صوتية للفنان محمد العجوز، يلقي فوقها أبياته بسرعة قبل أن ينتقل للغناء قائلًا "إزاي نسيت" بنعومة ليعبر عن الندم على النسيان محافظًا على وحدة موضوع الألبوم.
في التراكين الإضافيين حبة وبرمودا، يحيد هادي معمر عن الموضوع الرئيسي للألبوم ليركز على استعراض مواهبه الغنائية والإنتاجية بشكل أكبر في سياق مبهج، خصوصًا في تراك حبة ذو الإيقاع الجذاب الذي يتعاون فيه مع بايو، وإن كان قِصر مقطعه الغنائي يترك المستمع راغبًا في المزيد.