بدأ زاف باختبار أدواته عندما كان في السادسة عشر من عمره حيث كان يعزف على الجيتار ويغني في الطرقات أغاني فرق الروك والإندي التي يحبها، مثل جنز آن روزز وبيرل جام؛ ليضع نفسه مُبكرًاعلى تماس بالجمهور، ويُطوِّر صوته في أجواء تفاعلية. كان ذلك قبل أن يُصدر أولى أغانيه شي نهار عام ٢٠١٩، التي أعلنت عن ولادة صوت جديد في عالم الإندي العربي، لشاب جريء يلحّن ويُغني بطبقات مختلفة أغنية رومانسية مُتناغمة مع أمواج البحر التي يحضر صوتها بوضوح.
بيّنت إصدارات زاف الأولى انفتاحه على الثقافات المُحيطة به، واتضح ميله لاستقدام الأصوات والنغمات لصناعة أغانٍ لا تتوافق تمامًا مع الموسيقى السائدة. يُمكن ملاحظة ذلك في أغنية ليش بدي إبقى، حيث يستورد زاف بِيتًا من الكناوة المغربية، التي تعتمد على التصفيقات السريعة لتشكّل إيقاعًا حركيًا مُثيرًا، ويمزجه مع نغمات روك وأصوات مُتباينة، ليبني لوحة موسيقية غنية بالتفاصيل رغم دفئها وخفتها.
أما المحطة المفصلية الأساسية في مسيرة زاف فجاءت مع ديو البكلة، وقد أصدره منتصف العام الماضي، بالتعاون مع ستيفاني عطالله، التي ارتبط بها عاطفيًا بعد اشتراكهما في مسلسل اعترافات فاشينيستا. كانت البكلة الهيت الأول الذي جعل زاف يكتسب شهرة تتجاوز حدود جمهور الإندي العربي، بكلماتها التي تبحث التفاصيل الدقيقة في اللقاء الأول ولحنها ذي الرتم السريع المُفعم بالطاقة. رسم زاف مع هذا الهيت بصمته الموسيقية المُميزة التي بات الجمهور ينتظرها مع كل إصدار جديد.
بعد البكلة، كثّف زاف مجهوده وتسارعت وتيرة الإصدارات، حتى أطلق نهاية الصيف ألبومه الأول بعنوان أول كلمة، الذي تضمّن خمس أغانٍ. بدا زاف أكثر مرونة في التعامل مع الجنرات الموسيقية المختلفة عبر الألبوم وأكثر رغبةً باقتحام عالم البوب؛ كما يتضح في أغانٍ مثل طوّل بالك. يبدأ زاف الأغنية بأسلوبه المعتاد بالغناء المُصاحب لأكورات الجيتار، قبل أن تتحول مع دخول بيت إلكتروني راقص في اللازمة، ليقترب خطوة إضافية نحو البوب العربي بشكله السائد حاليًا. أدى زاف مؤخرًا أغنيات ألبومه الأول ضمن جلسات صوت جديد الحية التي تقدّمها أنغامي.
أجمل الأغاني الرومانسية هي تلك التي تتّخذ كلماتها منحى واقعيًا صادقًا يحيلنا إلى لحظات لربما عشناها في الماضي أو نتمنى أن نعيشها. ينجح زاف بالتقاط وتقديم ذلك، فيستفيد من تجاربه الواقعية ويُترجم موسيقيًا علاقة الحب التي تجمعه بشريكته عبر أغانٍ شديدة الرومانسية تبعث على الأمل والتفاؤل وحب الحياة.