تأتي تجربة المغنية الشابة ذات الثلاثة وعشرين عامًا فوزية أصيلة بالكامل فيما تظهر سيطرتها على سياق مسيرتها كمغنية، كما تسيطر على إيقاع وتوظيف صوتها. برزت موهبة فوزية منذ انتشار أول كوفر أكوستيك قدمته لأغنية star boy لـ ذَويكند ودافت بانك وهي بعمر السادسة عشر، حيث غيرت الهيكل الإيقاعي للأغنية، مستمدة من روح الموسيقى الإلكترونية لدافت بانك في خلق انتقالات وتكرارات صوتية مميزة بمفاتيح البيانو، مع توزيع مختلف اعتنى بمساحات إبراز قوة صوتها.
في العام ٢٠١٧، أصدرت فوزية واحدة من أولى أغنياتها الأصلية My Heart's Grave حددت بها معالم كثيرة لمشروعها الفني لم تغيرها بعد ذلك، وقدمتها بكليب مينيمالي محدد العناصر يستمد الإلهام من الطبيعة، ويوظف رموز واضحة. انطلقت سرديتها من تمكين المرأة، فهي غالبًا ما تبحث في مناقشة الحالة النفسية المنهزمة من جراء علاقة فاشلة أو سقوط أو ضغوط أو محاولة سلب حرية. فتتنوع العناصر البصرية لفيديوهاتها كما تتنوع العناصر الموسيقية بأغانيها، ففي أغنيتها My Heart's Grave، يلتف ثلاثة مهرجين حول كرسي عرشها الملكي، ويحاولون تشويشها، مع تداخل مزعج للبيانو مع البايس. قدّمت كذلك أسلوب تلاعب بالألفاظ مميزًا في This Mountain في العام ٢٠١٨ متحكمةً بالوقع الموسيقي للجمل من خلال سلاسة أدائها.
يُشهد لفوزية كذلك بالاجتهاد والاستمرارية في الإنتاج، حيث وازنت بين تقديم الكوفرات، والإصدارات الجديدة، فاستمعنا إليها تعيد تقديم Middle Child لجي كول، وهو تحدٍ صعب بين الأكوستيك والهيب هوب، أو تقدّم لوازم قوية من حيث اللغة والتعابير في You don't even know me. ساهم هذا الإنتاج الغزير في تشكيل بيرسونا خاصة بفوزية، رغم صغر سنها، ظهرت بوضوح في هيتات مثل The Road في ٢٠٢٠، التي قدّم العديد من منتجي الموسيقى الإلكترونية ريمكسات مختلفة لها. مهد ذلك الطريق لتعاونها مع جون ليجيند عام 2021 في أغنية Minefields، مما منحها مساحة للانتشار وقاعدة جماهيرية هائلة. تُوِّج ذلك بأدائها في برامج مثل The Today show، وإصدارها أغنية Hero بعد تعاقدها مع تسجيلات أتلانتيك ريكورد.
أثبتت فوزية طوال سبعة أعوام أنها لا تمتلك موهبة فقط، أو صوتًا قويًا وحسب، وإنما قدرة مبهرة على تطوير أدواتها، وخلق أفكار جديدة، والبناء والتخطيط بثبات. فإلى جانب مجمل إصداراتها قامت مؤخرًا بجولة موسيقية عالمية ، فيما ستؤدي في قاعة المرايا في العلا هذا الشهر للمرة الأولى. يصعب مع كل هذه الإنجازات توقّع الآفاق التي قد تصل إليها فوزية، خاصة وأنها ماتزال في الثالثة والعشرين من عمرها فقط.