في العام القادم سيكون مسلم قد قضى نصف عمره في المجال الموسيقي، فالشاب ذو الخمسة وعشرين ربيعًا ليس وليد أغنية اتنسيت من فيلم عروستي عام ٢٠٢١، وليس من الفنانين اصحاب الأغنية الواحدة، بل إن بداياته تعود إلى عام ٢٠١١، حين قرر المراهق المقيم في المنوفية أن يبدأ بالغناء في الأفراح الشعبية، في منطقته والمناطق المجاورة.
بعد ثلاثة أعوام أسس مُسلم فرقة موسيقية مع انتشار ثقافة الباندات، وعمل عبرها على تقديم العديد من الأغاني التي أدوها في الحفلات، وكان أشهرها كان من حقي أحضنك عام ٢٠١٦، والتي كانت قصيدة للشاعر ممدوح زيكا. تم نشر الأغنية على منصة ساوندكلاود، فحصلت على ١٨ مليون استماع، والذي عاعتبر رقمًا استثنائيًا حينها. بعد وفاة والده اعتزل مسلم الموسيقى لعامين، وقام بمسح كل أعماله من منصات البث المختلفة، قبل أن يعود مرة أخرى.
استطاع مُسلم دخول نادي المليون مشاهدة على اليوتيوب منذ أول أغنية أصدرها بعد عودته، وانضم إلى الموجة التي عادت بالأغنية العاطفية إلى لونها الحزين، إلى جانب فنانين مثل أحمد كامل وغيرهم. تميز مُسلم بالفلو السريع في الأداء مع إيقاع مبطئ للحن، والاعتماد على لحن الجروف مع الآلات وإعطاء مساحات للفواصل الأكاوستيك، وهو يضع صوته كعنصر رئيسي لموسيقاه، وإن كانت طبقة صوت خالد عجاج مثلت في بدايته طبقة مميزة بعمقها، فإن خامة وطبقة صوت مُسلم تأتي أكثر تركيزًا، مع لمسة رخيمة خاصة. في يومين وعدوا تتخذ الأغنية شكل الرسائل العاطفية المتبادلة لكن من طرف واحد، وهو مُسلم، بينما تحضر الىلات على حساب الجروف في هنيالك، من درامز والكمنجة وصولًا إلى الجيتار الإلكتريك، بلمسة من الزجل العربي بالكلمات، والتي حصلت على ٢٥ مليون مشاهدة.
رغم ما حققه مُسلم من انتشار ونجاحات منذ انطلاقته، إلا أن محطة اتنسيت التي كتبها ولحّنها بنفسه، وضعته على خارطة أغاني الأفلام، وهي مساحة يستطيع فيها بروزة مهاراته في خلق قصص درامية حزينة موازية تعبر عن أحداث الفيلم أو العمل الدرامي. تحولت جملة "اتنسيت كأني ما جيت" إلى لازمة أيقونية منذ صدور الأغنية قبل عامين، بطريقته في الأداء المغمور بالندم، وببحة مفتعلة تعطي إحساس الاختناق. ينقل شعور الحيرة في: "وما بين انساك وما بين نرجع قلبي اتقسم نصين، نص مش قادر يخبي، ونص رافض تبقى جمبي" ويتبعها الجزم بالمصير: "وكنت عارف هبقى وحدي اللي هخسر مرتين"، لتتجاوز الأغنية حاجز الـ ٤٥٠ مليون مشاهدة على يوتيوب وحده بعد عامين على صدورها.
تبعها إصداره أغنية مبهربش من فيلم شمس، والتي لحنها وكتبها ليصف فيها حالة وجود روح الحبيبة دائما في ذهن وعقل البطل. يميز مُسلم أيضًا أسلوب كتابة جمله التي باتت تمثل علامات فارقة في أسلوبه: "البن ليك موصوف"، "صفر اللي جالك من شمالك زادك شيء، جمعك فأصبحت تبكي، من لا شيء"، و"صفر اللي جالك من يمينك غمى عليك، بقيت تزهد نفس الهوا من بعد عطش الليل"، في أغنية قلب في الدفاتر الصادرة في نهاية العام الماضي. أما هذا العام فتتالت إصدارات مُسلم المنفردة والتي تعاون فيها مع ملحنين وكتّاب آخرين كأغنية سابوك في البيت من كلمات وألحان محمود سليم وجابر جمال التي أهداها إلى روح والده، وأغنية هنتقابل من كلمات أحمد العذاب وألحان تيام العلي ثم ماتزعلش وماحبتنيش من كلماته وألحانه.
نشط مُسلم مؤخرًا في الحفلات الحية في مصر وخارجها، فأحيا حفلتين في العراق على المسرح الروماني في بغداد، كما شارك في النسخة الأولى من حفلة ليلة الدموع على مسرح بنش مارك في جدة.
