شهد اليوم الثاني 6 ديسمبر/ كانون الأول من مؤتمر مستقبل الموسيقى 2024، جدولاً حافلاً بالحوارات والجلسات المتنوعة التي سلّطت الضوء على المشهد الموسيقي في العالم العربي، وتضمنت الفعاليات جلسات نقاشية نظمتها هيئة الموسيقى التابعة لوزارة الثقافة السعودية، والتي ناقشت مواضيع تتراوح بين تسليط الضوء على المواهب المحلية وبناء العلامات التجارية الصوتية إلى الحفاظ على التراث الموسيقي في شبه الجزيرة العربية.

فنانون سعوديون تحت الضوء: استعراض المواهب من صالة البيت إلى أهم المسارح

في هذه الجلسة، تحدّث عدد من الفنانين السعوديين عن تجاربهم الشخصية وكيفية تطور مشوارهم الفني. وقد ذكرت نورامي، مغنية وعازفة الكيبورد في فرقة "سيرة"، عن إحدى لحظاتها الفارقة: "قبل ثلاث سنوات في إكس بي حصلت على فرصة للغناء مع فرقة لم أتدرب معها من قبل، وأعطيتهم مجموعة من الأغاني لتجربتها، أتذكر شعوري حينها، شعرت بالحياة وأنني خُلقت لأفعل هذا، ولم أرد أن أتوقف".

أما المغني ملهم، فشارك قراره الذي شكّل بداية مسيرته قائلاً: "الأمر يتطلب القناعة لاتخاذ الأمور بجدية والبدء، في عام 2018 قرّرت في لحظة ما أن كل شيء سيتغير، ومع العمل الذي يقوم به سبوتيفاي و وزارة الثقافة وإكس بي، شعرت بأنني قادر على المضي قدمًا".

وتحدثت ميش، عازفة البيس جيتار في فرقة "سيرة" عن لحظة انطلاق الفرقة: "رؤية الفنانين الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، نشاطهم، ورؤية أن لدينا مشهدًا موسيقيًا ينمو هنا، كان دافعًا لي. وبعد ذلك بفترة قصيرة بدأنا سيرة". واختتم هاني البنجري، الدي جي الشهير، الجلسة بقوله:"لكي تلهم الآخرين، تحتاج إلى أن تستلهم من تجاربهم، إنه تبادل للمشاعر".

بناء العلامات التجارية الصوتية وقوة الموسيقى لتفعيل حقوق الملكية

تناولت الجلسة دور الموسيقى في تعزيز الهوية المؤسسية. وقال دانييل جاكسون، رئيس شركة Sonicbrand: "عندما تؤلف قطعة موسيقية رائعة لعلامة تجارية فهذه ليست النهاية. بل هي البداية، لأن مع مرور الوقت تطرأ التحديثات التكنولوجيا تتغير، العملاء يتغيرون، الجمهور يتغير، الأذواق تتغير، والموسيقى تتطور باستمرار".

بدوره، أوضح الملحن والمنتج الموسيقي خالد القاضي أهمية الجانب البصري في بناء العلامة التجارية الصوتية قائلاً:

"أحتاج إلى رؤية العلامة التجارية، والبحث عنها أحتاج إلى دراسة ألوانها، لأن الألوان تُترجم إلى أكوردات وألحان وتناغمات، لذا يجب أن أرى الجانب البصري للعلامة التجارية وأختار كل شيء وفقًا لذلك".

الموسيقى والفولكلور في شبه الجزيرة العربية – التراث والحفاظ على الثقافة

تطرقت هذه الجلسة إلى أهمية التراث الموسيقي في تعزيز الهوية الثقافية. قال أحمد كركناوي، مدير الإنتاج في هيئة الموسيقى، عن الموسيقى التراثية: "لدينا ارتباط إنساني عميق بتراثنا وأراضينا وكل ما يمثل هويتنا. هذه الهوية الإنسانية تدفعنا بالفطرة إلى الحفاظ على إرثنا. ولكن التحدي يكمن في كيفية تقديم هذا التراث للآخرين؟ كيف نُعرِّف العالم بهذه الثقافات وهذه الأشكال الفنية المحلية؟".

وأضاف المنتج الموسيقي الفويقو، "العديد من منتجي الفيديو بدأوا الإنتاج من المنزل، يتعلمون من دروس يوتيوب والأمور المشابهة، لذلك أعتقد أن الأمور أصبحت سهلة للغاية هذه الأيام وممكنة الوصول. التكنولوجيا رائعة".

كما أشار أحمد العيدروس، المدير العام لبرامج التراث الثقافي والمتاحف في المعهد الملكي للفنون التقليدية، إلى أهمية الأرشفة قائلاً، "الجزء الأهم هو فهم المعلومات ضمن عصر الأرشفة للموسيقى وفنون الأداء، فإذا قمت بأخذ جزء بسيط منها الآن، فستتمكن في المستقبل من النظر بعمق إلى الجانب الموسيقي من هذه المعلومات".

المركز السعودي للموسيقى قدّم جلسة عن أبو بكر سالم

خُصصت جلسة لتسليط الضوء على مسيرة الفنان الراحل أبو بكر سالم، حيث قال المايسترو أمير عبدالمجيد عن صوته الفريد، "هو عنده مساحة صوت عالية، المساحة دي ما توفرت إلا بأربع أو ثلاث أصوات فقط منهم حسين الجسمي ونبيل شعيل.. هو حالة نادرة". وأضاف يحيى عمر، الذي عاصر أبو بكر سالم لأكثر من 33 عامًا: "الأستاذ أبو بكر بداياته كانت متواضعة ومحدودة في سنة 1957 في إذاعة عدن بأغنية "أقبلت تمشي رويدا" وأغنية "يا ورد محلا جمالك"، النقلة كانت من 1961 عندما انتقل إلى جدة ثم إلى بيروت".

#مؤتمر مستقبل الموسيقى