ضمن حفلات موسم الرياض في نسخته الحالية، يحتفي المشهد الموسيقي العربي بالأيقونة الغنائية نبيل شعيل، الذي يملك مسيرة امتدّت لأكثر من أربعة عقود. في حفل يقدّمه إلى جانب عايض ومطرف المطرف، بمصاحبة فرقة موسيقية يقودها المايسترو مدحت خميس. وذلك بتاريخ 21 نوفمبر / تشرين الثاني.
مع الإعلان عن الحفل، اختار فريق بيلبورد عربية مجموعة من أشهر الأغاني التي يحبّها الجمهور، نتمنى سماعها:
أغنية "على مين"
في منتصف التسعينيات، كان نبيل شعيل من أوائل نجوم الخليج الذين كسروا حدود الأغنية الخليجية وانفتحوا على تجربة الغناء بلهجات أخرى. وقتها قدّم أغنية "علي مين" باللهجة المصرية. كلمات أحمد شتا وألحان صلاح الشرنوبي، الذي كان له الدور الأبرز في رسم ملامح الأغنية الطربية آنذاك. وتوزيع طارق عاكف، الذي سيطرت توزيعاته على الأغنية الخليجية في تلك الفترة، بجانب ما قدمه بالأغاني المصرية والشامية.
لحن الشرنوبي حمل روح الطرب المصري بلمسة حديثة. جاء متقلبًا بين الرقة والتوتر ليعكس الحيرة التي تصوغها الكلمات المحمّلة بالعتب. وعزز توزيع طارق عاكف الأوركسترالي الملامح الطربية في اللحن، الذي عرف نبيل شعيل كيف يطوّعه، ليُبرز جمال صوته وخصوصيته، ويفرض أسلوبه بأداء مختلف في العالم العربي. *من اختيارات عمر بقبوق
طبعًا غير
شهدت بداية الألفية التي نعيشها انتعاشة لافتة للأغنية الخليجية، إذ بدأت تخرج من إطارها المحلي لتخاطب جمهورًا أوسع في العالم العربي. كانت من أبرز الهيتات التي مثّلت هذا الانفتاح أغنية "طبعًا غير". انتشرت في مختلف بقاع الوطن العربي لتصبح علامة فارقة في مسيرته. كلمات ساهر، وألحان مشعل العروج، وتوزيع طارق عاكف الذي صنع توليفة قدّمت صوتًا خليجيًا بملامح جديدة.
"طبعًا غير" بدت مثل تحرّرًا من النغمات والإيقاعات الخليجية التقليدية. جاءت الأغنية لتكسر الحدود بين الجنرات الموسيقية العربية وتستوعب إيقاعاتها في أغنية رشيقة تتدرّج بها الإيقاعات وتتبدل بانسيابية. ترافقها وتريات طارق عاكف المعتادة، التي ميزت الأغاني ذات الروح الطربية في التسعينيات.
هذا البناء الموسيقي جعل الأغنية تجربة خاصة بالأغنية الخليجية، لا تقف عند حدود اللهجة أو اللون المحلي، بل تتجاوزها لتخاطب الذائقة العربية بمنظور أوسع. *من اختيارات عمر بقبوق
صادني
تحمل أغنية "صادني" سياق طريف نوعًا ما رغم حكايتها العاطفية. تصوّر قصة عاشق وقع في فخّ الحب من حيث لا يدري، فيستخدم صورًا خفيفة الظل مثل "صيد الحمامة" ليحوّل مشاعر الانبهار والخذلان إلى مشهد ساخر لكنه لطيف. في نهاية الأغنية، نرى تكرار جملة "وليته عني درى" يضفي نغمة كوميدية على المعاناة. كأن المغنّي لا يزال يستنكر ذاته أكثر مما يفهمها. *من اختيارات سارة وائل
ما أروعك
صنعت أغنية "ما أروعك" ضجّة في مصر تحديدًا ثم في العالم العربي. تفيض الأغنية بالعاطفة والعفوية. تعبّر عن حالة انبهار. يكرر المغنّي "ما أروعك" ليجعلها أشبه بهتاف إعجاب أكثر من كونها جملة غزل تقليدية. *من اختيارات سارة وائل
صباح الخير
تحمل الأغنية طابعًا مرح ولها وقع خفيف على النفس. استخدم عماد الرميثان ألحانًا تواكب خفّة الكلمات. يبدو فيها المغنّى كأنه يعيش قصة حب روتينية. يبدأ نهاره بجمل مألوفه مثل "صباح الخير يا مدلل"، التي تتحوّل بتكرارها إلى شعار للحب. *من اختيارات سارة وائل
أنا ناطر
كتب أغنية "أنا ناطر" مشعل المناور ولحنها فهد الناصر، وصدرت في العام 2005 فكانت بين أبرز هيتات العام حينها. بدت مثالًا للأغاني التي تساعدنا في فهم جماهيرية نبيل شعيل الخليجية لدى الجمهور العربي عامةً؛ الهدوء في نغمة "أنا ناطر" وبساطة لغة التعبير وأسلوب الأداء، مكّنها من ألا ترتبط بشريحة مستمعين واحدة. بل لا ترتبط بالتوجه الموسيقي خلال حقبة بعينها. باتت من الأغاني التي تُسمع حتى اليوم بكثافة من أرشيف نبيل شعيل. لا تفاجيء إذا قابلتها فجأة على تيك توك بينما سمعتها صباحًا في قائمة اختيارات قديمة في الإذاعات. يؤكد ذلك بصمتها التي لا تمحى في الذاكرة. *من اختيارات هلا مصطفى
جاني
عاد نبيل شعيل للهجة المصرية في العام 2007 بالتعاون مع الشاعر محمد عبد العزيز، ومحمد رحيم في الألحان. بينما نفذ التوزيعات محمد مصطفى. حملت هذه التجربة المصرية الخالصة الكثير من الحيوية لإصدارات نبيل شعيل في تلك الحقبة. دون أن يتعارض ذلك مع أسلوب غنائه الطربي والتعريبي، سمعناه يغني بلغة أكثر عصرية في جمل مثل: "دا كان زمان/ دا كان زمان/ يغلط وأسامح كان زمان".
هذه التعاونات الموفقة أكّدت شعبية نبيل شعيل التي استمرت بعد بداية الألفية، وأنه ما زال قادرًا على تقديم الهيتات التي تطرب في مصر والخليج معًا.*من اختيارات هلا مصطفى
مين قال
تعاون آخر من التعاونات الكثيرة بين نبيل شعيل وفهد الناصر، الذي قدم له في أغنية "مين قال" جمل لحنية خليجية بامتياز بكل عناصرها، سواء افتتاح كورس الغناء الجماعي، أو الجمل اللحنية الطويلة المتصلة ببعضها، وصولًا إلى الإيقاعات الجذابة التي سمحت لتلك التركيبة الاستثنائية بالاندماج.
لكن حتى الكلمات التي كتبها الناصر حملت ثيمة مألوفة في الأغاني الخليجية، أي تلك الشكوى للصديق من جراح الهوى: "من قال لك إني في البعد مرتاح/ كذاب خذ مني العلوم الأكيدة/ مهموم طول الوقت والحال يا صاح/ كل يوم في ناقص ولا شي بيده". الأغنية تفيض بالحيوية رغم حالة الحزن التي تختزلها. يلمع صوت نبيل شعيل أثناء أدائها في الحفلات الحية، رغم صعوبتها التي تتطلب نفسًا طويلًا في الأداء وتنقلات منضبطة أكثر من غيرها، لكنها لا تفشل في إحياء حماسة الجمهور كل مرة. *من اختيارات هلا مصطفى






