أطلقت أصيل هميم دويتو "ما تهزني" مع شقيقها علي هميم باللهجة العراقية. يمثل هذا التعاون أول ظهور رسمي لهما معًا في الغناء بعد أن اقتصر تعاونهما سابقًا على التلحين، حيث وقع علي ألحان عدة أغنيات لأصيل أبرزها "النون وما يعلمون" و"أجمل عروس" التي صدرت في أبريل / نيسان الماضي. ورغم ظهورهما سويًا في عدد من الجلسات الغنائية، يعد هذا الإصدار أول دويتو رسمي يجمع بين الشقيقين.
أصيل وعلي يقدمان الفراق كحل نهائي
تشارك على كتابة كلمات الأغنية عصام كريم ومصطفى حسين، وهي من ألحان غسان الشامي وتوزيع سيف سليم. تبدأ بأنغام وتريات حالمة تلامس الإحساس قبل أن تدخل أصيل بصوتها العذب، وتتطرق هي وشقيقها لموضوع الفراق من زاوية ناضجة.
يتفق الطرفان على أن الوداع هو الخيار الأفضل لكليهما بدلًا من البقاء في علاقة تستنزف الطرفين. يظهر ذلك بوضوح في مقطع يغنيه علي: "من الإهمال، الوداع أحلى من الإهمال / ع البال منعت اسمك على البال"، فترد أصيل بعدها بصرامة عاطفية: "وإذا جاي نيتك ترجع وياي / إلك هاي،السما أقرب مني بهواي".
حكم أولي
تأخذ الأغنية شكل حوار غنائي عاطفي تتبادل فيه الأصوات الردود التي تؤكد قرار القطيعة، مما يعزز صدق التجربة الشعورية. تم توظيف عناصر موسيقية داعمة، مثل الكورال الذي يكرر بعض المقاطع لتأكيد الحالة، بالإضافة إلى الوتريات الحاضرة في الفواصل الموسيقية، ما أضاف المزيد من العمق على الأثر العاطفي للأغنية.
تمتلئ "ما تهزني" بالشجن والإحساس، ويظهر الانسجام بوضوح بين أصيل وعلي اللذين قدما أداءً متوازنًا وعذبًا دون تكلف. ورغم أن موضوع الأغنية يبتعد عن المزاج الصيفي المعتاد، ويحمل كلمات ثقيلة ومشحونة بالدراما، فإن الاختيار جاء موفقًا، خاصة مع الأداء الرقيق الذي جعل الأغنية سهلة الوصول إلى المتلقي.
تم تصوير الأغنية بطريقة بسيطة داخل الاستوديو، حيث يظهر الشقيقان أثناء أدائها معًا، واعتمد الفيديو كليب على البساطة بدل التمثيل الدرامي أو السرد البصري.
ورغم جودة الأغنية وقدرتها على فرض نفسها على المستمع، إلا أن الفيديو كليب كان بحاجة إلى رؤية بصرية أكثر عمقًا تتناسب مع الحالة الدرامية التي تعكسها الكلمات، مثل مشاهد تمثيلية تعبّر عن صراع داخلي أو لحظة وداع تُجسّد الرسالة شعوريًا.
لكن تبقى "ما تهزني" تجربة صادقة ومؤثرة، تؤكد أن الصوت وحده، حين يكون حقيقيًا، قادر على نقل المعنى والمشاعر حتى دون الحاجة إلى عناصر دعم بصرية.