بعد أكثر من أربعة أشهر على طرح "من بعدك"، تعود عبير نعمة بأغنية منفردة جديدة بعنوان "أمل". الأغنية من كلمات وألحان نبيل خوري وتوزيع هادي شرارة، رافقها كليب من إخراج إيلي فهد، ظهرت فيه بدور طبيبة تقوم بعملية ولادة، في رمزية تعكس العنوان وما يحمله من معنى الحياة المتجددة.
تصوّر الأغنية امرأة على البحر تتأمل، حيث تعكس الأمواج تفاصيل الحكاية وصدى المشاعر والذكريات. بين مشهد الغروب والموجات المتلاحقة، يظهر الفقد كوجع مستمر يتقاطع مع الرجاء، فتطلب عبير نعمة بعض الأمل لتخفيف هذا الثقل. تعكس الأغنية دورة الألم والرجاء وما ينبثق عنه من أمل، حيث تتكرر الجروح مثل الموجات، مع وجود نافذة ضيقة للأمل.
أداء الأغنية وتجسيد الرمزية
تجسد أغنية "أمل" بصمة رومانسية تقليدية وتعكس المشاعر والتحولات عبر عناصر الطبيعة: البحر والموج والغروب، كانعكاس لتدفق المشاعر وتأثير الذكريات. تقدم الكلمات جمالًا، وإن انزلق بعضها أحيانًا إلى مناطق مألوفة في الأغنية اللبنانية والعربية. يعكس تكرار لازمة "شوية أمل" الحاجة العاطفية إلى الرجاء، لكنه يبدو مباشرًا أكثر من اللازم رغم كونه الذروة العاطفية للأغنية.
يقف اللحن حاجزًا في إبراز هذه الذروة، ويقيد صوت عبير نعمة في أداء مونوتوني يمنع استعراض طاقتها الصوتية الواسعة، ويفقد الأغنية الطبقات الصوتية الغنية والمتنوعة التي تميز أعمالها.
أراد المخرج إيلي فهد تقديم فكرة رمزية عبر الكليب: الولادة كإشارة إلى الحياة الجديدة والأمل، لكن بقي الرمز شكليًا. ظهرت اللقطات متقطعة وفقيرة في الصورة والإضاءة، تفتقد انسجامًا بصريًا وشاعرية المشهد. لم تضف عبير نعمة بدور الطبيبة أي بعد درامي وبدا أداؤها جامدًا. طمست هذه المشاهد الشعرية الكامنة في كلمات الأغنية، فالأغنية التي تحيل إلى البحر والأمواج والغروب فقدت بريقها بمشاهد غرفة العمليات. شكّل الكليب عبئًا على المتلقي وحوّل الفكرة الرمزية إلى شكل ناقص.
حكم أولي
في المحصلة، "أمل" ليست أغنية سيئة بالمعنى الحرفي، لكنها خطوة أقل مما يُنتظر من فنانة مثل عبير نعمة. اجتمعت كلمات الأغنية ولحنها وكليبها لتقديم عمل متوسط لا يترجم إمكانياتها فعليًا ولا يضيف إلى مسيرتها محطة استثنائية، وقد تكون الأقل مستوى بين إصداراتها منذ سنوات طويلة. تحمل الأغنية عنوان "أمل"، لكنها لم تمنح المستمع الكثير منه، بل تركته مع شعور بالخيبة والانتظار لعمل أقوى وأكثر عمقًا.