تتحدث الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال عن شركاء رحلتها في عالم الفن بشغف كبير، فتصفهم بالمبدعين والمعلمين والأساطير. لكنها هي نفسها كانت ظاهرة العام بلا منازع!
في عالم عربي تعد فيه الملحنات على أصابع اليدين، فرضت جمانة جمال حضورها كشاعرة وملحنة وصانعة هيتات، حيث قدمت لـ فضل شاكر منذ بداية العام 7 أغاني سمعها الجمهور من المحيط إلى الخليج. دخلت جميعها قائمة بيلبورد عربية الرئيسية، ووصلت معظمهن المراتب العشرة الأولى، بل ونجحت أغنيتا "أحلى رسمة" و"صحاك الشوق" من الوصول إلى المركز الأول وحجزه لأسابيع طويلة متواصلة.
قبل هذا اللقاء والنجاحات مع فضل، كانت جمانة قد دخلت عالم الفن قبل حوالي الخمس سنوات، وقدمت عدة تجارب لافتة مع نجوم مثل أصالة في أغنية "الكرسي" ونوال الكويتية في "على مهلك". كما قدمت للقيصر كاظم الساهر أغنيته "مررت بصدري" التي ضمها إلى ألبومه الأخير "مع الحب" العام الماضي. وكلها أعمال تشترك في القيمة الفنية العالية بغض النظر عن الانتشار والأرقام. لكنها في 2025 عرفت كيف تصيب الطرفين: الحرفة الفنية والجماهيرية. فهل كانت هي تميمة الحظ لفضل هذا العام؟ أم كان هو وجه الخير عليها؟ أم أنها حالة من "التوأمة" كما وصفتها لنا؟
في البحث عن الإجابة كان لنا حوار مطول مع جمانة جمال، لنسمع منها كيف كان هذا العام الفني الحافل من زاويتها:
بيلبورد عربية: من النادر أن نجد شاعرة أو ملحنة في عالمنا العربي.. لكنك الأمران معًا. كيف جاء دخولك إلى ساحة الأغنية العربية؟
جمانة جمال: "أنا بدأت بقالي يمكن في الساحة خمس سنوات. واشتغلت على حالي كثير جداً. والموهبة حلوة وفضل من الله والطموح حلو طبعًا. بس بدها إصرار. هي عايزة إصرار. عايزة كل صعب يخليك صلب. وكل ما تكون صلب مش تكون صلب بمستوى القساوة. إنما تكون صلب بمعنى أن تكون لين لما تحب. وصعباً أن تيأس."
بيلبورد عربية: ما السبب برأيك خلف قلة عدد الملحنات النساء في العالم العربي؟
جمانة جمال: "أنا من النوع اللي ما أؤمن أنه رجل وامرأة أو أن هناك قدرات تمتلكها المرأة لا يمتلكها الرجل أو العكس. صاحب الموهبة الحقيقية بيبين. لكن تقدري تقولي أنه في عوائق للمرأة أكثر من الرجل. في عوائق خفية مش بس في المجال الفني في شتى المجالات. لكن اللي أنا أكيدة منه أو متأكدة جدًا أنه المرأة بس تحط ببالها شي بتعمله."
بيلبورد عربية: كيف تشكلت علاقتك بالموسيقى والشعر؟
جمانة جمال: "علاقتي بالموسيقى بدأت بمرحلة مبكرة واللي دفعني إن أنا أكمل بهذا المجال أنه أنا من عمر صغير جداً أنا بكتب شعري. ممكن من عمر 12 سنة. أما علاقتي بالموسيقى فكل من حولي بيعرف أنه أنا إنسانة كثير حساسة وتأثر فيني الموسيقى يأثر فيني الإيقاع. دائماً أميل للموسيقى حتى في لحظات لما أكون عايزة أكون مع حالي بتلاقيني أشغل موسيقى. كل أنواع الموسيقى. حتى لو أسمع صوت المطر بسمع فيه إيقاع. أنا إنسانة بحب أكتب بحب ألحن بحب أغني بحب الفن. فن رسالة سامية جداً وخصوصاً إذا كانت فيها مبدأ. والمبدأ في الفن هو اللي يخلي الفن يوصل."
بيلبورد عربية: كيف حصل أول تعاون بينك وبين فضل شاكر؟ وهل كان لديك أي تخوفات من التعاون مع فضل في ظل وضعه الأمني في السنوات الماضية؟
جمانة جمال: "أنا كان بقالي سنتين قاعدة أدور كيف أوصل للأستاذ فضل وبحسب ظروفه كان صعب توصل لفضل شاكر؟ قعدت سنتين أدور، أنا بنت هذا المدرسة، مدرسة الإحساس، مدرسة السهل الممتنع مدرسة الكلمة العميقة التي تسمعها تقولها عادية جدا، لكن لما تجي تطبقيها صعبة، هي أصعب ما يكون فقعدت سنتين والحمد لله، واللي يعرفوني، المقربين مني يعرفوا أنه جمعنا مش بتستسلم بسهولة وخصوصًا إذا كنتم مؤمنة بالشيء، فالحمد لله لما وصلت للأستاذ فضل واشتغلنا أول عمل كان "دوري يا فرحة عالحبايب دوري الشام فتح ياسمين وجوري" كان للشعب السوري.
لا أبداً مفيش أي تخوف. أنا لي الشرف أنه اسمي يرتبط باسم هذا الأسطورة الكبيرة لي الشرف أنه أعطاني هذا الثقة لي الشرف أنه إحنا عملنا شغل وصل لقلوب الناس."
بيلبورد عربية: ما الذي شعرت أنكِ أضفته لمسيرة فضل شاكر؟ وماذا أضاف هو لك؟
جمانة جمال: "التلميذ ما يضيف الأستاذة. بالعكس. لكن تقدري تقولي في توأمة حلوة. التوأمة اللي احنا افتقدناها في الفن مؤخرا. التوأمة الحلوة. يعني توأمة بليغ ووردة. توأمة أحمد رامي وأم كلثوم. الآن اللي هيسمعني هيقول الله قاعدة تقول أسامي العظماء. أنا مؤمنة دائما طول حياتي كجمانة. إن لم يكن قدوتك يعني إن لم يكن قدوتك العظماء لن تكون عظيما أبدا. فالحمد لله تقدري تقول في توأمة حلوة. في ثنائية جميلة. وأنا محظوظة جدًا بهذا الشيء.
أما شو هو ضاف لجمانة أو شو علم جمانة؟ أوه كتير! الأستاذ فضل على الصعيد الفني أسطورة أنا ما أقدر أقول شي ولا أضيف شي لكن على الصعيد الإنساني والشخصي هو حدا كريم جداً. قلبه طيب جداً. تلقائي بشكل مرعب في زمن مليان أقنعة وإيغو. والعالم العربي أو الوسط الفني العربي مليان. مليان مواهب. مليان إبداعات. كل يوم عندك حدث جديد. كل يوم عندك موهبة جديدة. دائماً أنت بتضلك متمسك يعني. والحمد لله."
بيلبورد عربية: هل تعتبرين أنك كنت السبب في عودة فضل المدوية للساحة هذا العام؟
جمانة جمال: فضل شاكر كسر القاعدة. اليوم أي فنان موجود على الساحة أعطيه سنتين، ثلاث سنين يغيب ما ينزلش ماعدش ينسمع. فضل شاكر ما غاب ليرجع. ليه؟ لأنه عندما تقدم فن حقيقي ينسمع بوجودك وبغيابك. خلال 13 سنة كان هو موجود بأغاني مثل "معقول" و"يا حياة الروح" و"فاكر لما تقولي هسيبك" و"افترقنا. أغاني كتير. كان فضل موجود رغم أنه كان عنده ظروف معينة كان غايب. لما رجع فضل يغني برضه موجود، هو ما رجع. لما نقول عودة فضل شاكر نقدر نقول فيه موسيقى جديدة أو فيه طرب جديد عاد للساحة.
إحنا لما قدمنا الأغاني أنا والأستاذ فضل في الصيف، معروف في الوسط الفني أنه أغاني الصيف يعني موسيقى خفيفة جداً، كلمات رايقة. لكن إحنا اليوم كثرنا القاعدة تماماً، إحنا نزلنا أغاني طربية مثل "وغلبني" و"صحاك الشوق"، طربية بامتياز.ما نقدر نقول عودة فضل الشاكر لكن نقدر نقول فيه فن جديد كان الناس متعطشين يسمعوه. كان الفن اليوم يفتقد وجود هذا النوع من الفن."






