عادت أغاني ألبوم "كيد عزّالك" إلى الواجهة بعد 25 عاما على صدوره، مع دخول أغنية "بحبك وبغار" إلى قوائم بيلبورد عربية، مما دفعنا إلى العودة لتحليل أثره على مسيرة عاصي الحلاني.
في عام 2000، كانت الساحة الفنية اللبنانية مليئة بالألبومات التي شكلت منعطفات جديدة في مسيرة العديد من الفنانين، مثل "عيون قلبي" لنجوى كرم و"آخرتها معك" لإليسا. بينما مثل ألبوم "كيد عزّالك" نقطة تحوّل واضحة في مسيرة عاصي الحلاني، حيث دمج بين الإيقاعات الخليجية وموسيقى السنث بوب مع الحفاظ على روح الأغاني البدوية.
تحتل "بحبك وبغار" حالياً المرتبة الخامسة على قائمة هوت 100 بعد دخولها بأسبوعين، والمركز الثالث على قائمة أعلى 50 أغنية ليفانتين، كما دخل عاصي للمرة الأولى إلى قائمة بيلبورد 100 فنان واحتل المرتبة 41 وتقدم هذا الأسبوع إلى المرتبة 16.
الفروسية والجيتار
بنى عاصي هويته الفنية في التسعينات من خلال الأغاني البدوية والشعبية مع حضور دائم لعناصر الصحراء والفروسية في أعماله، كما تأثر بروح الهوارة والدلعونة. هذا التوجّه استمر حتى ألبوم "شوق الصحارى" سنة 1999، الذي شهد بداية تحوّله نحو البوب الشامي أكثر، خاصة في "متل الكذبة" مع مروان خوري.
غير أن "كيد عزّالك" مثّل مفترق طرق في مسيرته، بين الفارس البدوي الذي غنّى للصحارى، والنجم الذي بدأ يكتشف إيقاعات البوب الحديثة، وقد ظهرت فيه ملامح موسيقى السنث بوب بوضوح. ترسخ هذا التحول من خلال غلاف الألبوم، حيث كسر عاصي الحلاني صورة فارس الأغنية العربية على غلاف الألبوم، وظهر فيه بملابس بيضاء حاملاً جيتارًا.
أغاني بدوية بروح جديدة
حمل الألبوم 11 أغنية بين اللهجة اللبنانية، البدوية، والخليجية. انطلقت الرحلة مع "صحرا وليل"، التي بدأت بمونولوج شعري باللهجة البدوية تلاها موّال من عاصي. تضمّن الألبوم ثلاث أغانٍ بدوية أخرى: "المهرة" و"مجنون"، بالإضافة إلى "هذا طبعي". كانت الأغنية الوحيدة التي خرجت عن هذا الإطار "هذا مو عدل"، من كلمات وألحان مروان خوري. التعاون بين عاصي ومروان خوري أثمر أيضًا أغنية "لالي"، لكن أبرز تعاونهما كان في "بحبك وبغار"، التي جمعت بين الإيقاعات الحديثة وصوت عاصي القوي.
اللهجة الخليجية للمرة الأولى
ضمّ الألبوم أيضاً ثلاث أغانٍ خليجية: "كيد عزّالك" و"آه منك" من كلمات سعود شربتلي، و"تسلملي عيونك" من كلمات سعود عبد الله بن محمد. لحن سمير صفير ووزع طارق عاكف أغلبها، باستثناء "آه منك" التي لحّنها عاصي بنفسه ووزعها محمد مصطفى، وقد كانت هذه تجربته الأولى باللهجة الخليجية.
مثّلت "كيد عزّالك" محطة فارقة، بموسيقاها التي مزجت الإيقاعات الخليجية بتأثيرات السنث بوب، مع بقاء طيف البادية حاضرًا في الخلفية. أما الكليب، فابتعد عن الصور التقليدية لأعماله السابقة، واتخذ طابعًا استعراضيًا لافتًا. بدت الأغنية إعلانًا غير مباشر عن انتقال مدروس في مسيرته، يُجسّد نضوج عاصي ورغبته في تطوير صورته الفنية دون أن يتخلى عن جذوره.