أصدر بيغ سام أغنيتي "ملك" و"نسيتيني" من ألبومه الجديد "ملك"، مواصلًا طرح أعمال الألبوم الذي بدأ الكشف عنه قبل نحو أربعة أشهر. ومع إطلاق الأغنيتين الجديدتين، يكون قد استكمل مسار الإصدار التدريجي بعد أن قدّم سابقًا "أهواك" كأولى الأغاني، ثم "من فقدتك" قبل نحو شهرين.
تأتي الأغنيتان من كلمات وألحان بيغ سام، كما جرت العادة دائمًا، ومن توزيع جوزيف دمرجيان. وتتميّز أغنية "ملك" بطابعها الشاعري المشبع بالكبرياء والإصرار على الصمود، حيث تتأرجح كلماتها بين صورة الفارس المقاتل الذي لا ينكسر أمام خصومه، وبين الحبيب الذي يرى نفسه بيتًا وملاذًا لحبيبته. أمّا أغنية "نسيتيني" فتسلك خطًّا أكثر حميمية وبوحًا، إذ يغلب عليها صوت الانكسار الناتج عن الخيانة العاطفية أو الخذلان، ناقلةً تجربة ذاتية مؤلمة.
حكم أولي
من خلال هاتين الأغنيتين، يبدو أن بيغ سام يواصل التحليق وحيدًا في فلك موسيقى الإندي العربي المرتبط بالعقد الثاني من الألفية، حيث كانت الفرق العربية الشابة تستلهم الروك الغربي الكلاسيكي وتنتج موسيقى هجينة، تجمع بين الغيتار الصاخب والكلمات الشعرية المحمّلة بالرموز. بيغ سام اليوم يبدو امتدادًا لذلك المزاج، لكنه يقدم نسخته الخاصة.
في أغنيتي "ملك" و"نسيتيني" نستعيد كل العناصر التي كانت تميز فرق الروك البديل في العالم العربي قبل نحو 15 سنة: الجيتارات الكهربائية العنيفة، وخطوط البيز الواضحة، والأداء الانفعالي الذي يزداد جمالًا بصوت بيغ سام ذو البحة المجروحة.
وعند المقارنة بين الأغنيتين، نجد أن "ملك" أكثر جاذبية في أجوائها، إذ تبدأ بضربات حادة على الغيتار ترسم ملامح أغنية رومانسية وقاسية في الوقت ذاته، وتخلق حالة غريبة تفصل المستمع عن الواقع وكأنها تدفعه إلى عالم آخر. أما "نسيتيني"، فيعتمد سحرها على بنيتها التصاعدية، إذ تسحب المستمع ببطء إلى أجوائها قبل أن ينفجر اللحن ويقدم أجمل لحظات الأغنيتين بلازمة "نسيتيني": "أول مرة تكوني هيك".