على خلفية الجدل المثار حول رقصة للمثل جزائري في كليب مغربي، أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية، في بيان صدر بتاريخ 31 أغسطس ونقلته منصة TSA Algérie، عن سلسلة من الإجراءات الجديدة لضبط أخلاقيات الممارسة الفنية.
وأكد البيان على الموازنة بين حرية الإبداع وضرورة الالتزام بأخلاقيات الممارسة الفنية، وجاء في البيان: "مع إعادة التأكيد على دعمها الدائم لحرية الإبداع وتشجيعها، تشدد وزارة الثقافة والفنون على أن هذه الحرية لا يمكن أن تزدهر إلا في إطار قوانين الجمهورية، ووفقًا للمواثيق الأخلاقية التي تحكم الممارسة الفنية، وبما يحفظ المصالح العليا للأمة." كما كلفت الوزارة المجلس الوطني للفنون والآداب بتشكيل لجنة تُعنى بأخلاقيات الفنان.
وكان جدل واسع قد ثار عقب مشاركة الممثل الكوميدي الجزائري محمد خسّاني في الفيديو كليب الأخير للمغني دراغانوف بعنوان "طاش". إذ ظهر خسّاني راقصًا طوال العمل مرتديًا باروكة كثيفة وملابس شبيهة بمغنيي الراي، ما أثار موجة انتقادات واسعة في الأوساط الإعلامية والشعبية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
وطالب عدد من الإعلاميين والمدونين الممثل بالاعتذار العلني، بل وذهب بعضهم إلى حد مطالبة وزارة الثقافة بإيقافه عن التمثيل، معتبرين أن ظهوره أهان الثقافة الجزائرية ولم يراعِ الحساسية التاريخية بين الجزائر والمغرب، خاصة وأن الكليب من إخراج مخرج فرنسي-مغربي.
من جهته، ظهر خسّاني في مقابلة قصيرة انتشرت على مواقع التواصل ليدافع عن نفسه، معتبرًا أن القضية أخذت أكبر من حجمها. وقال إنه فنان جزائري، يحب الجزائر، ومع بلده وسلطاتها، سواء كانت ظالمة أو مظلومة.
يُذكر أن محمد خسّاني أحد أبرز الوجوه الكوميدية الشابة في الجزائر، إلى جانب نشاطه الغنائي في الراي والموسيقى الشعبية الجزائرية. وسبق أن اشتهر بأداء رقصات شعبية ذات طابع ساخر في أعماله الدرامية والسينمائية، مستلهمًا شخصية الفنان الشعبي البسيط. وقد جاء تعاونه مع دراغانوف بعد انتشار مقطع له من مسلسل "أخو البنات" (2023) وهو يؤدي رقصة شعبية على أنغام الراي.
أما دراغانوف، فخرج في بث مباشر على صفحته الرسمية في إنستغرام معلقًا على الجدل، حيث شكر خسّاني على مشاركته، واصفًا إياه بأحد أسباب نجاح الكليب وإسعاد الجمهور، مؤكّدًا في الوقت نفسه أن موسيقى الراي التي نشأ عليها في مدينة وجدة جزء من هويته الفنية، وأن الفن لا يعرف حدودًا أو هويات ضيقة. وذكّر باستعادته سابقًا سيرة الشاب حسني في أغنية "عدابي"، رافضًا تصنيف الفنانين وفق مناطقهم أو بلدانهم.
وحظي خسّاني بدعم من شخصيات فنية جزائرية بارزة، بينها الممثل عبد القادر جريو، والممثلة سهيلة معلم التي صرّحت قائلة: "أنا أساند محمد خسّاني، سواء كان على حق أو على خطأ… من ينتقدونه هم فقط الحاقدون والغيورون."