بدل الديو… "تريو": حين اجتمع ثلاثة فنانين في أغنية واحدة

أثار الثلاثي، بيسان إسماعيل وأمجد جمعة وفؤاد جنيد، حماس الجمهور، بعد إعلانهم عن أغنية تريو مشتركة بعنوان "علاش"، فالمشروع بدا شديد الجاذبية منذ الإعلان عنه، لأنه يأتي بعد نجاح بيسان إسماعيل وفؤاد جنيد بتصدر قائمة بيلبورد عربية هوت 100 بأغنية "خطية"، وبسبب ندرة التريوهات في المشهد الموسيقي العربي. فباستثناء مشهد الهيب هوب العربي، كانت المشاريع الموسيقية الثلاثية قليلة للغاية عبر تاريخ الأغنية العربية، ولم نشهد سوى القليل من التجارب المشابهة، إليكم أبرزها: 

تُعد أغنية "عبد القادر" واحدة من أبرز التريوهات الغنائية في تاريخ الموسيقى العربية. جمعت بين الشاب خالد، رشيد طه، والشاب فضيل، وشكّلت حالة فنية مميزة من الانسجام بين ثلاثة أصوات جزائرية بطابع الراي الأصيل. صدرت الأغنية عام 1999 ضمن ألبوم الحفل الشهير "1, 2, 3 Soleil"، والذي كان يهدف لإعادة إحياء التراث الجزائري وتقديمه بأسلوب معاصر إلى جمهور أوسع. وقد حققت "عبد القادر" نجاحًا استثنائيًا، وتحوّلت إلى أيقونة موسيقية تُردد حتى اليوم في الحفلات والمهرجانات حول العالم.

في سنة 2018 تم تقديم واحدة من أبرز الهيتات العراقية في الموجة الجديدة التي تعتمد على التوزيعات الإلكترونية إلى جانب الإيقاعات العراقية التقليدية، وهي أغنية "تعال"، التي جاءت أيضًا بتعاون ثلاثي، جمع محمود التركي مع علي جاسم ومصطفى العبد الله. 

لم تكن "تعال" أكبر هيت في ذلك العام فقط، بل ما زالت من أضخم الهيتات العربية في العشر سنوات الماضية، وقد تجاوزت حاجز الـ 800 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده، ورسخت حضور الأغنية العراقية لدى الجمهور العربي لسنوات تالية.

في سنة 2018، عادت مايا دياب إلى أغنية "نور العين" لعمرو دياب، التي تعتبر واحدة من أبرز الأغاني الكلاسيكية العربية وأكثرها انتشارًا عالميًا، وقدمت لها نسخة كوفر على طريقتها الخاصة، عبر تعاون ثلاثي شديد الإثارة مع فريش مونتانا ومساري، لتمتزج موسيقى البوب العربي بالآر-أند-بي والهيب هوب، ويتم تقديم أغنية يختلط بها التجريب الموسيقي بالنوستالجيا. 

في السنوات الأربعة الأخيرة، كان أحمد سعد الأكثر نشاطًا ورغبةً بالانفتاح على الجنرات الموسيقية المختلفة، من بين نجوم البوب المصري. وفي واحدة من أبرز تجاربه الموسيقية خلال العام 2023، قدّم "يا عرّاف" بالتعاون مع زعيم الذي غنّى ضمن الأغنية ولحّنها، وكذلك بالتعاون مع المغني التونسي نوردو، لتمتزج جماليات الموسيقى في بلاد شمال إفريقيا، عبر أداء شجي من الأصوات الثلاثة. 

بعد تعاونه الناجح مع نجم الأغنية الفرنسية جيمس، كرر محمد رمضان التعاون معه بمشروع موسيقي ثلاثي، حيث انضم لهما نجم موسيقى الإندي الأردني عصام نجّّار. وقدم الثلاثي أغنية "TMO"، التي حققت نجاحًا متواضعًا، ربما لأن لحنها منسوخ من أغنية "Turn Me On" لكيفن ليتل ما خلع عن العمل شعور الأصالة، رغم أن الأسماء التي جمعها كانت ثلاثية مثيرة للاهتمام. 

تبع هذا الإصدار تجربة موسيقية ثلاثية أخرى قدمها محمد رمضان سنة 2024، بالتعاون مع فيوتشر ومساري، حققت نجاحًا أكبر ووصلت إلى قائمة بيلبورد عربية هوت 100 حيث بقيت عدة أشهر. المثير للاهتمام في هذه التجربة هو أنها من الأغاني التي تتغنى بالأصول العربية، رغم أن التعاون مع رابر بحجم فيوتشر كان أضخم تعاون عالمي في مسيرة محمد رمضان حتى الآن وأن أكثر من نصف كلماتها باللغة الإنجليزية، في مفارقة جريئة. 

ومن التجارب الموسيقية الثلاثية المثيرة التي شهدناها هذا العام، تأتي أغنية "حبيبي ياه ياه" التي صدرت ضمن ألبوم "بيستهبل" لأحمد سعد في صيف 2025. تعاون فيها أحمد سعد مع اثنين من أبرز نجوم الهيب هوب في السين المصري، مروان موسى وعفروتو، ليقدم أغنية حب غير نمطية، تتنوع فيها أساليب الأداء على إيقاع المقسوم المصري. اشترك موسى وعفروتو مع فيليبنو في كتابة الكلمات، ومع أحمد طارق يحيى في التلحين، ليضفوا بصمتهم الخاصة في أغنية نقلتهم لعالم البوب كليًا.

رغم أن أغنية "خطفوني" تم الترويج لها كأغنية دويتو تجمع عمرو دياب بابنته، لكنها في الحقيقة تريو غنائي، فبالإضافة إلى عمرو دياب وجنا، يُقدم الرابر بدر مقطع يُثري الأغنية ويعزز تنوعها الموسيقي. وجدير بالذكر أن "خطفوني" التي صدرت صيف 2025 ضمن ألبوم "ابتدينا" لعمرو دياب، هي الوحيدة بين هذه الأغاني الثلاثية التي تمكنت من تصدر قائمة بيلبورد عربية هوت 100.