منذ اليوم الأول لتوليه منصب نقيب المهن الموسيقية في أكتوبر عام 2022، اتخذ المغني والملحن والشاعر المصري مصطفى كامل قرارًا مثيرًا للجدل بإيقاف التصاريح الصادرة لمطربي المهرجانات لحين عقد اجتماع معهم بهدف حماية قيم المجتمع مما يقدمونه. بعدها توالت قرارات الإيقاف والمنع والتحقيق ليس فقط لمغنين مصريين، بل أيضا لنجوم من خارج مصر.
أحد تلك القرارات المثيرة للجدل صدر بالأمس، بإيقاف الفنان اللبناني راغب علامة. لكن العام الحالي وحده شهد العديد من تلك القرارات لأسباب مختلفة، أهمها إلزام الفنانين بضوابط الذوق العام، وحماية الفن المصري الأصيل مثلما صرح مصطفى كامل في بيانه الأخير.
وبعيدًا عن الجدل المثار حول "الدور الأخلاقي للنقابة"، و"حدود التدخل" في العروض الغنائية، نقدم لكم قائمة بأبرز قرارات الإيقاف في عام 2025 وحده.
يوليو- راغب علامة
بعد حفل في الساحل الشمالي للنجم اللبناني صعد فيه عدد من السيدات على خشبة المسرح، فرقصن مع الفنان وقبَّلنه وهنّ يلتقطن صورًا معه، سارع مصطفى كامل بإصدار قرار بمنع راغب علامة من الغناء في مصر لحين مثوله للتحقيق. وبرغم أن الأزمة أثارت الكثير من ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، لم تستمر طويلًا. إذ سرعان ما نزع راغب فتيل الأزمة بالاعتذار والتأكيد على عدم مسؤوليته والتأكيد على أن الجهة المنظمة هي المسؤولة. وهو الاعتذار الذي تلقفه النقيب فتعهد بحل الأمور بمجرد أن يقوم النجم اللبناني بزيارة النقابة.
يوليو- 3 فنانين
بالتوازي مع أزمة راغب علامة، أعلنت النقابة عن قرار بشطب عضوية ثلاثة من أعضاء شعبة الأداء الصوتي شطبًا نهائيًا، وذلك "بناءً على المخالفات التي تم رصدها" في مختلف الحفلات، وخاصة في الساحل الشمالي. وبررت النقابة القرار بأنهم خالفوا "التعهدات السابقة التي وقعوا عليها، والتي نصت على سحب فيديوهات قديمة ومنع إعادة تقديمها مجددًا".
وبرغم أن النقابة لم تعلن عن أسماء المشطوبين "تفاديًا لمنحهم شهرة لا يستحقونها" على حد تعبيرها، فيمكننا أن نخمن أن المشطوبين من مؤدي المهرجانات، الذين أدرجوا تحت "شعبة الأداء الصوتي" المذكورة، والذين سبق واجتمعوا مع النقيب وتعهدوا بالالتزام بالضوابط التي أقرها. وفي هذا الصدد، أكد النقيب أن هناك أسماءً أخرى سيتم شطبها بعد تكرار توجيه الإنذار لها بلا فائدة.
يوليو- محمود الليثي
ضمن موجة التحقيقات الأخيرة بالنقابة، جرى استدعاء المغني الشعبي المصري محمود الليثي، الذي صرح للعديد من الوسائل الإعلامية أن الاستدعاء كان للتحذير من استخدام عبارات خادشة للحياء في الأداء الحي والتأكيد على عدم وجود راقصات بجوار المغني على خشبة المسرح.
يوليو- رضا البحراوي (ثاني مرة)
الفنان الشعبي رضا البحراوي كان -هو الآخر- أحد ضحايا موجة التحقيقات اللأخيرة، لنفس سبب استدعاء زميله محمود الليثي: غناء عبارات تخالف القيم المجتمعية والآداب العامة وصعود راقصات معه على المسرح.
الجدير بالذكر أن هذا هو الاستدعاء الثاني للبحراوي هذا العام.
مايو- عصام صاصا
أثار مغني المهرجانات عصام صاصا غضب النقابة بعد أن قدم مهرجان وكليب "محكمة ودخلنا ع المفرمة"، لاحتوائه على ما اعتبرته عبارات خادشة للحياء ولا تليق بالذوق العام. استدعته للتحقيق، وتعهد بالتزامه بشروط النقابة وتدقيقه في اختيار الكلمات المناسبة في أعماله.
كان صاصا قد دخل في سلسلة من الأزمات، بعد الحكم عليه في أغسطس العام الماضي بالحبس 6 شهور على خلفية القتل الخطأ أثناء القيادة تحت تأثير المخدرات. وفي مارس، شهر انتهاء محكوميته، صدر عليه حكم نهائي بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ في قضية تزوير.
أبريل- حمو بيكا
أصدرت النقابة قرارًا بإيقاف تصريح الغناء الخاص بمغني المهرجانات حمو بيكا وإحالته للتحقيق بسبب ما اعتبرته ترديدًا لعبارات تسيء إلى مؤسسات الدولة في أحد الأفراح، حيث انتشر فيديو للأغنية على السوشيال ميديا. وفي الأول من مايو، بعد التحقيق، صدر قرار بإيقافه عن الغناء لمدة شهرين.
أبريل- رضا البحراوي (أول مرة)
عندما صدر قرار النقابة بحق حمو بيكا، قرر ألا "يقع وحده"، فنشر على صفحته الرسمية على إنستغرام مقطعًا لرضا البحراوي وهو يغني نفس الموال الذي أوقف بسببه، مطالبًا بالتحقيق مع كل الفنانين الذين غنوا الموال أسوة بما حدث معه.
استجابت النقابة وأوقفت البحراوي عن الغناء وأحالته للتحقيق، ثم منعته من الغناء لمدة شهر. كذلك تمت إحالته لمجلس التأديب لتكراره مخالفة بعض مواد قانون النقابات الفنية بحسب بيان النقابة.
مارس- مُسلم
قرار إيقاف مسلم عن الغناء لم يكن لأسباب أخلاقية، بل بسبب عدم مثوله للتحقيق حول إخلاله بتعاقدات مبرمة مع جهات إنتاجية ومنظمي حفلات. استقبل مسلم القرار بالاعتراض، إذ ظهر في لايف من داخل أحد المستشفيات يشكو الظلم الواقع عليه، وقال إن النقابة لم تراع حالته الصحية ولم تعطه وقتًا كافيًا للمثول أمام التحقيق. لكن مؤخرًا، عاد ليؤكد أن النقيب مصطفى كامل يعمل على حل أزمته، وأنه يستعد لحفلاته القادمة في الساحل الشمالي.
مارس- هيفاء وهبي
أزمة هيفاء -أيضًا- لم تكن "أخلاقية"، إذ قررت النقابة عدم منحها تصاريح للغناء في مصر بعد أن تخلفت عن جلستي استماع بخصوص شكوى مقدمة ضدها من مدير أعمالها السابق.
كان خالد التهامي، مدير أعمالها السابق، قد اتهمها بالإساءة إليه، بعد أن اتهمته علانية بالتسبب في تخريب الصوت في حفلها الأخير في مصر، واستغلال اسمها لإبرام تعاقدات لحفلات دون علمها.
هيفاء قدمت تظلمًا للنقابة، لكنها في الوقت نفسه أقامت دعوى أمام القضاء الإداري ضد النقابة ونقيبها. وأجلت المحكمة الجلسة إلى 11 سبتمبر المقبل، بعد أن كانت هيئة مفوضي الدولة قد أوصت بإلغاء قرار النقابة لعدم دستوريته.
من التالي؟
يبدو أن أزمات النقابة مع المغنين، النجوم منهم والصاعدين، المصريين منهم وغير المصريين، لن تنتهي قريبًا، إذ أنها تعكس جدلا مجتمعيًا حول حدود الفن، ودور الرقابة، وحرية التعبير، وغيرها من القضايا المطروحة لنقاش مجتمعي طويل.