التقى رهمان ببلاكبي في الرياض في أوائل عشريناته، وكان حينها يستكشف بهدوء شغفه بالموسيقى بالتزامن مع دراسته للطب. بتسارع كبير، تطور هذا الشغف بشكل ألحَّ عليه للتفرغ للموسيقى بشكل أكبر مع مرور الوقت، حين كان قد بدأ تجاربه الجدية مع بلاكبي. عملا حينها على بضعة أغاني أدّى فيها بلاكبي باللغة الإنجليزية، قبل أن يقرر التوجه للراب بالعربية فيصدرا سويًا أول تراك رسمي لهما بعنوان "ديابلو" في العام 2016. لتسعة أعوام تالية، ترافق الاسمان في مشاريع متنوعة، طوّرا خلالها صوتهما بشكل كبير، لتتوالا إصداراتهما بكثافة، حيث سمعنا ألبومات "كواليس" و"وحي" و"مجرة" و"ضوضاء" و"وزخم" و"آخر الليل" وهو عدد كبير نسبيًا من الألبومات بالمقارنة مع سنوات نشاطهم، خاصة وأن معظمها امتدَّ إلى أكثر من 12 تراكًا. يشرح رهمان: "أظن بعد 'ديابلو' نزلنا كذا أغنية لنا سنجل. هالفترة كنت أنا توني داخل أول سنة لي هندسة صوتية وإنتاج موسيقي وكان عنا كم من الأغاني… وقتها ألهمتني الجامعة إنه ليه ما نجيب كتلة من أعمالنا واحدة ونحط كل الأغاني اللي سويناها بهندسة وحدة بنفس اللون حق الألبوم وننزلها بشكل احترافي على سبوتفاي وأنغامي وآبل ميوزك. فهي كانت الفكرة ورا أول ألبوم لينا مع بعض، فمن وقتها بدت رحلة الألبومات هادي".
علاقة رهمان بالراب في بداية صعوده كانت حديثة العهد، فلك يكن الأولد سكول راب هو مصدر تأثيره كما معظم من دخلو المشهد في العالم العربي في بداية الألفية. سمح له حين سلك درب الإنتاج الموسيقي، أن يقدّم لشركائه في المشهد المحلي صوتًا جديدًا مختلفًا عن من سبقه، كان أقرب للتراب، وجمع تأثيرات من جنرات فرعية متنوعة، مع الإضافات المستمرة من الموسيقى التراثية والشعبية المحلية التي حرص رهمان على تعلّم المزيد عنها خلال مشواره، فسمحت أن تأتي ألحانه شديدة الخصوصية. "لما تسوي ميزك ما تفكر بالجنرا أكتر من إنو إيش الفايب؟ لأن معظم الأشياء اللي سويناها كانت تجريبية صعب تحطيها فجنرا معينة. هل هي تراب؟ هل هي آر-أند-بي؟ هل هي الاثنين سوا؟".
ثم وصل ألبوم "فالهالا" وصولًا دراميًا هذا العام في أبريل / نيسان الماضي على جزأين، ليضمَّ 35 تراكًا، ويعلن موت بندر، وهو اسم بلاكبي الحقيقي، ومواصلة بلاكبي الرابر للرحلة. إذ تعني كلمة فالهالا قاعة الشهداء في اللغة النوردية القديمة، ولها دلالات مُرتبطة بأساطير الميثيولوجية الاسكندنافية، حيث تُشير إلى قاعة ضخمة مهيبة موجودة في العالم الآخر، يذهب إليها من مات في المعارك ويعيشون فيها بسعادة بضيافة الإله أودين. "الكونسبت جوا الألبوم كامل كان عبارة عن إن بندر وبلاكبي. بندر مات خلاص والحقبة الجديدة حقبة بلاكبي بالطابع السعودي باللبس السعودي، فهاد كان الثيم الخارجي حق الألبوم كامل. بعدين ندخل جواه في السايد 1 اللي فيه بلاكبي والسايد 2 اللي فيه بندر، والكونسبت دوا الأغاني برضه… فهاد يمكن أكتر شي معقد فكريًا سويناه إلى الآن كألبوم".
تابعوا المقابلة الكاملة مع رهمان في الفيديو أعلاه، كما يمكنكم قراءة مراجعتنا لألبوم "فالهالا" هنا.