تنتهي مُعظم المسلسلات الرمضانية مع حلول عيد الفطر، لتُخلّف وراءها فراغًا تملؤه المحطات التلفزيونية عادةً بعرض مسرحيات مصرية قديمة قبل استئناف برامج عرضها المعتادة. تحوّلت هذه العادة مع الوقت إلى طقس من طقوس عيد الفطر على امتداد العالم العربي؛ حيث نتتبع مسرحيات كوميدية بامتياز، حفظناها جميعًا، وصرنا نُردد كلماتها وأغانيها في كل مرة يُعاد عرضها، كمسرحية "العيال كبرت" و"مدرسة المشاغبين" و"ريا وسكينة" وغيرها. إليكم أبرز أغاني المسرحيات التي تُعرض على الشاشات في كل عيد.
جاموسة راحت تقابل جاموسة - مسرحية العيال كبرت
يقترن عيد الفطر بمسرحية "العيال كبرت" بشكل خاص، فهي المسرحية الأكثر عرضًا على الفضائيات في أيامه. ورغم أن المسرحية لا تحتوي على استعراضات موسيقية، ولكنها تحتوي على واحدة من أشهر أغاني مسرحيات العبد وأكثرها شعبية، وهي أغنية استقبال الأب، رمضان السكري، التي تبدأ بتهليلات رمضانية على لسان جوقة الأبناء، وتنتهي بغناء يونس الشلبي المنفرد خارج السياقات المتوقعة، ليزرع على شفاه الجمهور الابتسامات في كل مرة تُعاد أغنية "جاموسة راحت تقابل جاموسة".
أهلًا وسهلًا شرفتي - مسرحية مدرسة المشاغبين
أما "مدرسة المشاغبين" فهي المسرحية الأكثر حضورًا على الشاشات في أيام العيد، من بين المسرحيات التي تعتمد بشكل كبير على الاستعراضات الغنائية. قُدمت مسرحية "مدرسة المشاغبين" لأول مرة سنة ١٩٧١، وألّف موسيقاها سيد مكاوي، وتضمّنت العديد من الأغاني المثيرة، أبرزها على الإطلاق أغنية التعارف، التي تؤدي دورين، دور درامي وظيفي ودور جمالي موسيقيًا. في السياق الأول تُعرفنا الأغنية على شخصيات المسرحية، وترسم سمات كل شخصية بمقطع منفصل، ليزيد من جاذبيتها. يبرز فيها مقطعا: "أنا بقى الواد هو/ مرسي الزناتي أبو القوة" لسعيد صالح، ومقطع "وأنا الزعيم الأباصيري/ في اسكندرية مفيش غيري".
ورغم وجود العديد من الأغاني والفقرات الاستعراضية في "مدرسة المشاغبين" إلا أن الأغنية أكثر أغاني المسرحية شعبية وشهرة هي "أنا بمسي التماسي"؛ التي يتشارك بأدائها سعيد صالح وعادل إمام، والتي رسما بها نغمات الأغنية وإيقاعها بأصواتهم.
الدور الدور عليكي الدور + حبّك جننا يا اسمك إيه - مسرحية ريّا وسكينة
لعبت شادية دور "ريا" في مسرحية "ريا وسكينة" سنة ١٩٨٠، وتحولت المسرحية مع مرور الوقت إلى واحدة من أيقونات المسرح المصري، لتسجل حضورًا على شاشات الفضائيات العربية في أيام العيد، ويكون صوت شادية رفيقًا للجمهور في أيام العيد. من أبرز تلك الأغاني، "الدور الدور عليكي الدور"، التي تغنيها مع سهير البابلي، التي تلعب دور "سكينة"، وفيها تختزلان فكرة القتل المتسلسل الذي تتمحور حوله المسرحية بأغنية واحدة. الأغنية من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان بليغ حمدي.
قدمت شادية "حبّك جننا يا اسمك إيه " في مسرحية "ريا وسكينة" أيضًا، وبخلاف "الدور الدور عليك الدور"، فإن ما يميز هذه الأغنية هو أنها عاطفية تستعرض جانبًا مغايرًا وأكثر إثارة في شخصية "ريا" وصوت شادية. الأغنية من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان بليغ حمدي أيضًا، ويشارك بالأداء فيها الممثل عبد المنعم مدبولي. وتتميز الأغنية أيضًا بتشابه لحنها مع أغنية "زوروني كل سنة مرة" التي لحنها سيد درويش لحبيبة مسيكة ببداية القرن العشرين.
يا حتة مارون جلاسيه - مسرحية هالة حبيبتي
تطلب هالة أن تسمع أغنية بدلًا من الحدوتة، في مسرحية "هالة حبيبتي" التي لعب دور البطولة فيها فؤاد المهندس؛ الذي سيغني بهذه المناسبة واحدة من أكثر أغاني الأطفال شعبية لعقود طويلة، رفقة الطفلة رانيا عاطف. الأغنية من كلمات عبد الرحمن شوقي وألحان محمد قابيل.
الفنجان - مسرحية كارمن
قدّم الممثل والمخرج محمد صبحي مسرحية "كارمن" سنة 1999، عن رواية "كارمن" للكاتب الفرنسي بروسبير ميرميه؛ المسرحية لاقت استحسان الجمهور، ودخلت سريعًا قائمة المسرحيات الكلاسيكية التي تُعرض في كل عيد. تضمّنت المسرحية العديد من الأغاني والاستعراضات الجميلة التي أحبها الجمهور، أبرزها "فنجان" لسيمون وأركان فؤاد، من كلمات محمد بغدادي وألحان عمر خيرت. الأغنية تتمحور حول قراءة الفنجان، وتتبادل فيه الأدوار بين الثنائي في سياق تُخلق به كيمياء عاطفية بين الثنائي.