تنطلق يوم الجمعة 23 فبراير/ شباط فعالية كأس السعودية 2024، وهي فعالية سنوية بدأت في عام 2020 بهدف عرض أبرز الخيول والمدرّبين في العالم، كما يتضمّن سباقات للخيول العربية الأصيلة. تعكس مثل هذه الفعاليات أهمية الخيول في المجتمع العربي عامةً، فلطالما تغنّى العرب بالخيل، بدءًا من أصالتها وجمالها، مرورًا بصفاتها الحليمة، وارتباطها بتاريخهم وحضارتهم منذ الأزل، فقد كانت رفيقتهم في تنقلاتهم اليومية وبالحرب والسلم.
تعتبر الفرس عبيّة مثالًا مهمًا على ذلك ، ألا وهي الفرس التي قادها الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – في حروبه ومعاركه التي خاضها لتوحيد مناطق نجد وتأسيس الدولة السعودية الثالثة عام 1902 ميلاديًا، مما جعلها رمزًا من رموز تأسيس المملكة. مع قُرب ذكرى يوم التأسيس، يسترجع الكثير مننا أغنية "عبيّة" للفنان عبّاس إبراهيم والفنانة أصالة نصري، والتي تم إصدارها عام 2018 من كلمات فيصل بن خالد وألحان سهم وتوزيع. تروي كلمات الأغنية دور عبيّة الذي لعبته أثناء معركة استرداد الرياض، وخضوعها للملك عبدالعزيز وقيادته، كما يعزز أسلوب التوزيع الأغنية الأوركسترالي في المقدّمة شعورًا ملحميًا قبل الانتقال إلى المقاطع الإيقاعية.
عبر التاريخ شغلت الخيول موضعًا مهمًا في الثقافة المحلية يرتبط بالعِز والفخر والأصالة، وعادة ما يتم ربط الخيول والخيالة بالشجاعة كما ذكر راشد الفارس في أغنيته "الخيل عز" بأن " الخيل عز للنشامى وقيمة… الراس شامخ منوة اللي ركبها"، موضحًا أثر صفات الخيل على الإنسان. تعكس كلمات الأغنية، التي ألّفها عبدالله بن خالد بن سلطان ولحّنها سهم، دلال الخيول أيضًا، وكيف تصوّر طريقة مشيها الدلال والقوة في آن واحد " ومدللة في خببها".
كما في العديد من الثقافات، يتوارث العرب عاداتهم وتقاليدهم، مرورًا بالتراث الثقافي المادي وغير المادي. تصنّف الخيل كأحد أهم الموروثات التي يتناقلها العرب جيلًا بعد جيل. يتجلى ذلك في ذكر راشد الفارس "متوارثين الخيل جيل بعد جيل" في الأغنية التي قدّمها عام 2011، احتفاءًا بالإنجاز العالمي الذي حققه الفارس عبدالله شربتلي بحصوله على الميدالية الفضية في بطولة العالم السادسة لألعاب الفروسية في مسابقة الفردي، مما أهّل السعودية للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012 في الفروسية.
عظّم العديد من المغنيين والشعراء الصفات الجسدية للخيل وتغزّلوا بعيونها الواسعة وجمالها، كما في: "عينها واسعه فيها بحور الخيال" التي ذكرها الفنان عمر العيسى في شيلة "أهل الخيل"، والتي يصف فيها حُسن الخيل الأخاذ بتفصيل عبر كلمات ناصر العبيد.
لا يقف حب الخيل عند هذا الحد فقط، بل إن العديد يستخدمون صفات معينة لديها كأسلوب للمديح، فكانت وما زالت موضعًا للعديد من الأمثلة التي تدل على الوفاء كـ "أطوع من فرَس" للدلالة على وفاء الخيل لأصحابها، و"أبصر من فرس" للدلالة على قوة البصر وغيرها من الأمثلة، إضافة إلى تشبيه جمال النساء بالفَرس الشامخة وأصالتها