لا يوجد شك في أن شيرين تعتبر من أهم المواهب الغنائية التي ظهرت مع بداية الألفية الجديدة، وحجزت مكانها في صدارة مشهد البوب العربي. منذ انطلاقتها الأولى، تميزت شيرين بصوتها المتمكن الأداء في مختلف الطبقات، وخامة يمكن تميزها بين آلاف الأصوات. دعمها كذلك اختياراتها المدروسة للأغاني العاطفية، الحزين منها والحيوي، وحضورها على المسرح الذي جمع جدية الأداء مع البساطة وخفة الدم التي تتمتع بهما شخصيتها. مع بداية عامها الثالث والأربعين، وترقب جمهورها لأي إصدارات جديدة قادمة، نستعيد أبرز اللحظات الحية لشيرين وأدائها على المسرح خلال حفلات هذا العام.
الوتر الحساس - حفلة جدة - أيار/ مايو ٢٠٢٣
أطلت شيرين على الجمهور خلال حفلها الأخير في جدة على مسرح بنشمارك بلون وردي متفائل، في ليلة أطلقت فيها العنان لنفسها على المسرح، فتحركت وتفاعلت بعفوية وحماس يقابل حماس جمهورها. تميزت بين مجمل الأغاني التي قدمتها حينها هي أغنية الوتر الحساس، حيث تقاسمت مساحة الغناء مع الجمهور، وتفاعلت بفرح مع الأصوات التي أكملت نهايات كل جملة من مقاطع الأغنية.
للصبر حدود - حفلة روائع الموجي - أيار/ مايو ٢٠٢٣
في الحفل الذي أقيم إحياءً لذكرى الملحن محمد الموجي، ظهرت شيرين بفستان أسود فخم يليق بالمناسبة، ويتناسب مع أزياء الفرقة الموسيقية التي يقودها يحيى الموجي، بحضور المايسترو وليد فايد. قدمت شيرين فقرة مشتركة خلال الحفل مع صابر الرباعي وعبادي الجوهر وأنغام وماجد المهندس ومنى فاروق وزينة عماد. أما منفردةً، فقدمت للصبر حدود لأم كلثوم، منطلقةً من مساحة وسط بين طبقة راحتها الخاصة، وبين طبقة صوت أم كلثوم القوي الرخيم، وبإيقاع أكثر سرعة وسلاسة، خاصة في القطعات. سمحت مساحة الانتقالات الرئيسية لشيرين باستعراض تنغيماتها الصوتية، كما وضعت بصمتها الغنائية في المقطع الأخير: "متصبرنيش… ما خلاص".
كده يا قلبي - ليلة الدموع - آب/ أغسطس ٢٠٢٣
خرجت شيرين إلى المسرح خلال ليلة الدموع كورقة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها قبل الحفل، فاستقبلها الجمهور بحماس شديد مع وصلة سولو كمنجات. قام الجمهور طوعًا بأداء دور الكورس خلال أغنيتي مشاعر وكدابين بحماس كاد يلغي الانطباع العاطفي الحزين للأغنيتين. ورغم حماس الجمهور استطاعت شيرين إعادة ضبط بوصلة الإحساس في أغنيتي كده يا قلبي ونسيني، قبل أن يعود المسرح ويشتعل من جديد مع أغنيتي صعبان عليه وجرح تاني. تميز أداء شيرين خلال الحفل بالثبات الكبير والتركيز في ظل تفاعل الجمهور الكبير، وبحركاتها التمثيلية المعبرة عن كلمات الأغاني، والتي تضيف دومًا بعدًا مميزًا تتفرد فيه على المسرح.