لامست كلمات وفيديو كليب أغنية "ميمتي" (وتعني أمي بالدارجة) للفنان الصاعد دووك شريحة واسعة من الجمهور مع الحكاية التي ترويها. تدور قصة الأغنية، التي كتب كلماتها دووك بنفسه واختار الممثلة المسرحية رشيدة سعودي والممثل الشاب عبد الفتاح سائل لتمثيل قصتها، بين أم وابنها الشاب الذي يتحدى الظروف بعد أن تصلهم بدعوى إفراغ من البيت الذي يعيشون فيه. أوصلت الأغنية صاحبها قائمة بيلبورد عربية 100 فنان خلال الأسبوعين اللذان تبعا إطلاقها وحلَّ هذا الاسبوع في المرتبة 67.
افتتح دووك مسيرته قبل عامين مع أولى أغانيه بعنوان "أنا وياك" بالتعاون مع صوت نسائي غامض آخر تحت اسم ذَ جارفيل. رسمت هذه الأغنية ملامح أسلوبه العاطفي في اللحن والأداء، والذي لازمه لسنوات لاحقة. أصدر بعدها بعام تعاونًا آخر في أغنية "خليني" مع النجم بدرو، والتي بدت أكثر نضجًا سواء من ناحية أرقام الاستماع، أو صوت الأغنية الذي بدا أقل لحنيةً واعتمد على بيت من إنتاج سيرتي بيتس فيما قام دووك بعمليات الميكسينغ والماسترينغ بنفسه. أتبع دووك الأغنية في العام نفسه بصدور ألبومه القصير الذي حمل عنوان عشق وضمَّ أربع أغنيات حافظت على نفس الأسلوب العاطفي.
في العام 2023 أصدر دووك أغنية "خسارة" التي يبدأها مغنيًا: "خسارة، خساارة... كاع ما كانت كتبانلي هكا، غنعيش المرارة وبقيت SOLO" والتي حقق بها للمرة الأولى 10 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده، مع الكلمات التي يحكي فيها عن خسارة الحبيبة، رغم الوفاء لها وأن المزيكا أو الموسيقى هي عزائه الوحيد. حافظ دووك على امتداد الأغنية على هدوء أدائي مميز جعل صوته يبدو مسيطرًا وواثقًا رغم الحزن الذي ينقله.
لم تختلف أغنية "أمانة" كثيرًا عن "خسارة"، إذ يقدّم دووك هنا نفس الثيمة وهي الخسارة لكن الفارق يكمن في أنه يسامح هذه المرة. كما يلتقي أيضًا الإيقاع الموسيقي للأغنيتين في بعض النوتات ما يجعل الأغنيتين تبدوان وكأن إحداهما تستكمل الأخرى. يوجد في صوت ديوك شيء من العمق الذي يتجاوز الموسيقى، ويصحبه عمق معاني كلمات أغانيه. رافقنا هذا الشعور مع صدور أغنيته "حياتي" التي بقيت لمدة طويلة بين الأغاني الأكثر استماعًا في المغرب العربي، إذ انتشرت الأغنية بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعية، ولم يبقَ من لم يستخدمها كخلفية في الستوريات التي يشاركها.
حافظ دووك على شيء من الغموض الذي أحاط باسمه وصورته، فحتى مع تتابعه هيتاته لم يصدر أي فيديو كليب إلى حين الوصول إلى أغنية "ميمتي" التي استعان بممثلين آخرين لتأدية قصّتها. رغم ذلك، عرف ديوك كيف يصنع مكانته على الساحة الغنائية المغاربية، ويحدد ستايله الخاص المنسجم مع صوته الذي بات يحظى بجمهور واسع.