تميزت أعمال عقبة جوماطي بالاستلهام وإعادة إحياء التراث الشاوي في الجزائر، سواء على صعيد الألحان من خلال استقدام آلات تقليدية مثل البندير والقصبة، أو على صعيد الكلمات عبر استعادته العادات واللهجة الشاوية. بدأ عقبة مسيرته بالإنتاج الموسيقي سنة ٢٠٠٤، وقدّم خلالها إصدارات شاوية بنكهة الراي لأبرز فناني الراي في الجزائر، إلى جانب استعادات بارزة بالتعاون مع مجموعة من أعلام الموسيقى الشاوية.
عُرفت الموسيقى الشاوية قديمًا بالأوراسية بسبب انحدارها من جبال الأوراس في الشرق الجزائري. حملت إيقاعاتها أوزان ومقامات مختلفة مثل النهاوند والبياتي، ولطالما قدمت تجربة سمعية مليئة بالشجن من خلال القصبة. قدم عقبة هذا الصوت في قصبة شاوي مع العازف العيد الليطو، وقد رافقه على الكيبورد مستلهمًا من المقامات الشاوية في توليفة عصرية لهذا النوع.
صرّح عقبة في واحدة من مقابلاته بأن الغناء الشاوي بالنسبة له هو عنوان للفرح، وقد ركز خلال عمله على إنتاج أغاني الأفراح والأعراس. تخطت إصداراته على يوتيوب ملايين المشاهدات وساهمت بانتشار هذا الفن في المنطقة، خاصة باعتماده على قصائد من الموروث الثقافي. تعاون عقبة مع الشابة يمينة في عدد كبير إصداراته التي حققت انتشارًا كبيرًا في الأعراس، مثل ثفيذ الحنى التي حكت فيها عن تقليد وضع الحناء، وعرسك يا طفلة الليلة مع مودي تركي، وغزالي حبيتو بالاشتراك مع نصرالدين حرة، وقد حققت الأغنية ملايين المشاهدات بعد أيام من صدورها.
دائمًا ما تعطي قوة أداء الشابة يمينة روحًا للإصدار، خاصة وأن صوتها يغرق بالمشاعر والحنين "واللي تمنيته من قلبي راه مهبلني"، بينما جاء صوت نصرالدين غارقًا بالفرح والاحتفال. طوّع عقبة صوت الكيبورد في صياغة لحن جذاب يعلق بالأذن سريعًا، وتعاون مع زينو شرقي على الإيقاع وعازف الدربوكة محمد جوماطي. أخرج الفيديو بلعقون عبد الحكيم في مشاهد تنتقل فيها الشابة يمينة مع نصرالدين وقد ارتدت أزياء من التراث.
اعتمد فنانون مختلفون على عقبة في انتاج إصداراتهم مثل الشاب رشدي في خرجوا الخيالة من التراث الشاوي، والمطعمة بأسلوب الراي الجديد. تعامل مع أهم الأسماء في الأغنية الشاوية مثل جمال ماركوندا وكلثوم الأوراسية في يا طير، وقد أدخل عليها إيقاعات الدرامز ودمجها مع لحن القصبة. كما حققت إصداراته نجاحًا مع الشابة جميلة وعلي السبانيولي في عينيك السود.
عرفت إصدارات عقبة وتعاوناته رواجًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، وساهمت بعودة القصبة الجزائرية إلى الواجهة. كما يعتبر هذا العام محطة مهمة في مسيرة عقبة، خاصة وأنه قدم إصدارات متنوعة، أظهرت موهبته اللحنية والكتابية التي بذل جهدًا كبيرًا في تطويرها خلال السنوات الماضية.