أدخل محمد رمضان المهرجانات إلى السينما المصرية في فيلم الألماني سنة ٢٠١٢ مع شحاتة كاريكا في حارة عجيبة، ثم أنا أصلا جامد من فيلم عبده موتة مع أوكا وأورتيجا. شارك بغنائها للمرة الأولى في أغنية فيلم قلب الأسد وأنا أصلا جن سنة ٢٠١٣ مع المدفعجية ديزل وشندي، ثم تابع استكشاف أسلوبه وصوته في المهرجانات مع حسن شاكوش في فيلم واحد صعيدي سنة ٢٠١٤ في مهرجان علشانك، ثم قدم تتر مسلسل لا سحر ولا شعوذة.
وضعت كل هذه الأعمال حجر الأساس لمسيرته الغنائية، التي لم تعد فقط مسيرة متفرعة من عالم التمثيل بل صارت ظاهرة لها مقوماتها وتركيباتها الفنيّة، خاصة في ٢٠١٨ عندما بدأ رمضان بإصدار المهرجانات خارج إطار التسويق أو التدعيم لأفلامه. بين أولى هذه الأعمال يأتي مهرجان أقوى كارت في مصر، الذي حقق شهرة عالية بملايين المشاهدات وخرج عن كونه دعاية لشركة اتصالات. لكنه لم يكن العمل المفصلي فقد أتبعه بإصدارات منفردة، صقل فيها أسلوبه الخاص في المشهد الموسيقي العام.
يمكننا اعتبار نمبر وان من الإصدارات التي أطلق فيها رمضان صوتًا سباقًا على صعيد المهرجانات. كشف عن طبقة جديدة من صوته الجهير تشبعت بالأتوتيون، لتناسب العينات الإلكترونية من توزيع ديزل، بينما قام عادل حقي بمزجه وإتقانه ما أعطاه نفحة بوب، لتقف مثل باقي إصداراته على الخط الفاصل بين البوب والمهرجانات. جاء الكليب من إخراج حسام الحسيني، فعرض في بدايته الانتقادات الواسعة التي تعرض لها رمضان من الإعلام، قبل أن تبدأ الأغنية بكلمات التباهي بالقوة من كتابة وتلحين كنكه والمدفعجية. أتبع هذا العمل بعد شهر واحد بـ الملك بأسلوب البوب، من كلمات شبوكشي وألحان وتوزيع مونتي.
حققت مافيا سنة ٢٠١٩ ملايين المشاهدات بعد إصدارها بأسبوع، كتب كلماتها محمد الفنان مع شيندي وكنكا وأعطوها لازمة خفيفة يسهل حفظها وترديدها. كما تعاون المدفعجية مع مونتي وإسلام الأبيض على إعطائها لحن جذاب صاغه صوت كبيورد شعبي، بينما أضاف عليها ديزل في التوزيع الأصوات الإلكترونية مع خط الدرامز. جاء أداء رمضان حيويًا ومليئًا بالطاقة بطبقة صوته المرتفعة بعبارات التحدي والمواجهة، كما حمل الكليب مشاهد مليئة بالأزياء والشخصيات من حقبة الثلاثينيات، من إخراج ياسر سامي الذي سبق وتعامل مع رمضان في مسلسل نسر الصعيد.
أطلق رمضان عشرات الإصدارات المنفردة بين ٢٠١٩ وحتى هذا العام، تشابكت مع مختلف الجنرات من البوب إلى الشعبي والراب والأفروبيت. قدم مع المغني ميتري جيمس يا حبيبي في ٢٠٢١ وقد تصدرت منصات البث في المنطقة والعالم مع لحنها الجذاب والإيقاع الراقص، كما أصدر في العام نفسه ثابت وعلى الله. أما عام ٢٠٢٢ تعاون مع سولكينغ في باريس دبي، وأطلق تنطيط وبلالين.
افتتح رمضان هذا العام بتعاونه في على وضعنا مع أحمد عدوية ومحمد عدوية، التي عاد فيها إلى الأسلوب الشعبي. كما زاد تعاوناته في المشهد الجزائري مع ديدين كانون في نصابة، قدم فيها أسلوبًا مختلفًا على إيقاع الأفروبيت، بطبقة صوت مليئة بالعرب الخفيفة لم نسمعها منه سابقًا، ليغني فيها برومانسية بعيدًا عن الأسطر التبجحية التي اعتدنا عليها في معظم إصداراته.
حملت مسيرة رمضان الغنائية الكثير من التجريب، وعلى الرغم من اتهامه الدائم بتقديم لون واحد إن كان في أفلامه مع الشخصية الشعبية العصاباتية، أو في موسيقاه المليئة بالغرور والكبرياء، إلا أنه انتقل في السنوات الماضية بموسيقى المهرجانات وقرّبها من عناصر البوب والموسيقى الإلكترونية، في إصدارات جعلته ضمن الأكثر استماعًا في كل عام.