أصدرت هيئة محلفين في محكمة فدرالية بمدينة نيويورك، يوم الأربعاء 2 يوليو، حكمها بإدانة ديدي بتهمة نقل عاملات من الولايات لإقامة حفلات خاصة تُعرف باسم "فريك-أوف" امتدت لأيام في فنادق فاخرة. لكن الهيئة لم تجد أدلة كافية تُثبت تورطه في والاتجار بالبشر لأغراض جنسية أو إدارته لتنظيم إجرامي.
وكانت التهم الأخطر، في حال الإدانة، ستعرّض ديدي لعقوبة لا تقل عن 15 عامًا في السجن وقد تصل إلى المؤبد. أما الحكم الصادر بتهمة الدعارة، فلا يفرض حدًا أدنى للعقوبة، لكنه قد يصل إلى 20 عامًا كحد أقصى.
بداية السقوط
بدأت أزمة ديدي في نوفمبر 2023، بعد أن تقدمت المغنية كاسي فينتورا بدعوى مدنية ضده تتهمه فيها بالإساءة الجسدية والنفسية. وسرعان ما توصّل معها إلى تسوية بلغت 20 مليون دولار، لكنها لم توقف سيل القضايا المماثلة التي تلَتها. وسرعان ما تحوّل هذا الزخم إلى تحقيق جنائي، أدى إلى توقيف ديدي في سبتمبر 2024.
اتهامات واسعة النطاق
خلال محاكمة استمرت 7 أسابيع، اتهمه الادعاء باستخدام نفوذه الفني وامبراطوريته الموسيقية لتغطية أنشطة إجرامية تنطبق عليها قوانين الجريمة المنظمة (RICO)، وهي نفس القوانين التي تستخدم عادة ضد عصابات المافيا وتجار المخدرات.
وقالت النيابة إن ديدي ارتكب أو شارك في جرائم منها الخطف والرشوة، بل وحتى إشعال الحرائق – في إشارة إلى واقعة تعمّده حرق سيارة الفنان كيد كودي عام 2012. كما اتُهم باستخدام العنف والتهديد لإجبار كاسي وامرأة أخرى مجهولة (أُشير إليها باسم جين) على المشاركة في حفلات "فريك-أوف"، والتي اعتبرها الادعاء شكلاً من أشكال الاتجار بالبشر.
شهادات مصورة ومروعة
أدلت كاسي و"جين" بشهادتيهما المفصّلتين أمام المحكمة، وأكدتا تعرضهما لسوء معاملة جسدية ونفسية. كما عرض الادعاء مقطعًا مصورًا من كاميرات مراقبة يُظهر ديدي وهو يركل كاسي في أحد ممرات فندق، ثم يجرّها من شعرها إلى غرفة تُقام فيها إحدى تلك الحفلات. كما استمع القضاء لشهادات عشرات الشهود، من بينهم موظفون سابقون لدى ديدي وأصدقاء وأقارب للضحايا.
الدفاع: علاقات رضائية وندم على الماضي
دافع محامو ديدي بأن علاقاته مع كاسي و"جين"، بأنها كانت علاقات بالتراضي، مع إشارة أن موظفيه لم يشاركوا في أي أعمال إجرامية. كما أقرّ الفريق القانوني بوقوع بعض "التجاوزات المنزلية المؤسفة"، لكنها لا ترقى لمستوى الجريمة المنظمة.
ركز الدفاع على رسائل نصية متبادلة بين ديدي وكل من كاسي و"جين"، أظهرت مشاعر حب وحماس تجاه الحفلات. ديدي لم يدلِ بشهادته ولم يستدعِ الدفاع أي شهود، واكتفوا باستجواب شهود الادعاء بشكل مكثف.
ردود الفعل الرسمية
بعد صدور الحكم، أصدرت النيابة العامة في منطقة جنوب نيويورك بيانًا جاء فيه: "الجرائم الجنسية تترك جراحًا عميقة في نفوس الضحايا. نحن نُقدّر شجاعة من يقررون التقدم والإفصاح عن معاناتهم، ونلتزم باتباع نهج يضع الضحية في صُلب عملية التحقيق والملاحقة القضائية."
أما محامي كاسي، دوغلاس ويغدور، فقد صرّح: "رغم أن هيئة المحلفين لم تُدن ديدي بتهمة الاتجار بالبشر بحق كاسي، إلا أنها أدانته بنقلها لأغراض استغلال جنسي. لقد فتحت كاسي الباب للتغيير، وأظهرت شجاعة لا مثيل لها وسلطت الضوء على سوء السلوك الذي يمارسه بعض أصحاب النفوذ دون محاسبة لسنوات."
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من فريق ديدي، لكن من المتوقع أن يتم استئناف الحكم خلال الفترة المقبلة. كما لا تزال عشرات القضايا المدنية ضده قيد النظر، وقد تكلّفه مبالغ ضخمة كتعويضات محتملة.
ترجمة بتصرف من المادة الأصلية لكتابتها راشيل شارف، والمنشورة على موقع Billboard.com