في قلب قصر فرساي التاريخي، وتحديدًا على خشبة مسرح الأوبرا الملكي، ارتفعت أنغام فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي مطلع الشهر الجاري لتقدّم صورة حيّة لروح المملكة الجديدة وانفتاحها على العالم. هكذا، ظهرت الأوركسترا كواجهة ثقافية تحمل صوت السعودية إلى منصات العالم، وتعيد تعريف العلاقة بين الفلكلور والتراث من جهة، والحداثة والإبداع من جهة أخرى.
يصف بول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى السعودية، هذه المهمة قائلاً: "بالنسبة إلينا، من الضروري أن نمثل الثقافة السعودية بشكل أصيل على هذه المنصات العالمية". كان باسيفيكو قد عُين في منصبه قبل نحو ثلاث سنوات، ليتولى مهام إدارة قطاع الموسيقى وتنظيمه وتطويره، ودعم وتمكين المواهب الشابة، وقد انعكست جهوده على الأوركسترا الوطنية.
ارتكزت فلسفة الأوركسترا في بناء برنامجها الفني على مزيج متوازن يجمع بين الأغاني الشعبية التقليدية والألحان المعاصرة محليًا وعالميًا، لتقديم صورة تعكس ثراء الهوية السعودية وتنوعها. يؤكد باسيفيكو على أن هذا التوازن لا يقتصر على اختيار الأغاني، بل يمتد إلى أسلوب التوزيع والعزف نفسه: "نحقق ذلك من خلال تنظيم أوركسترالي متقن للغاية، يجمع بين العناصر الكلاسيكية الغربية والعناصر السعودية التقليدية، مع تحديثها، ولكن مع الحفاظ في الوقت نفسه على أصالة الجذور العميقة لهذا النوع من الموسيقى في الثقافة السعودية."
الطريق إلى هذه اللحظة لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل طويل تمثل في برنامج تعليمي وتدريبي استمر عامين كاملين، مكّن العازفين والمغنين من صقل مهاراتهم والارتقاء بمستوى أدائهم. هذا الاستثمار في العنصر البشري، كما يشير باسيفيكو، ظهر جليًا على المسرح، سواء في الكفاءة التقنية أو في قوة التأثير على الجمهور داخل المملكة وخارجها.
يعبر باسيفيكو عن شعوره الشخصي العميق تجاه التجربة قائلاً: "أشعر بامتياز كبير من نواحٍ عديدة، ليس فقط لأنني دُعيت إلى المملكة لدعم تطوير قطاع الموسيقى، ولكن أيضاً لأن أكون جزءاً من النقاشات حول الموسيقى والثقافة السعودية".
تابعوا المقابلة الكاملة مع بول باسيفيكو في الفيديو أعلاه..