أغنية "ما ردو" لم تكن أول أغنية يصدرها عبد الله أحمد. لكن تفاصيل بسيطة مصوت التصفيقات التي سمعناها تنظُم هذه الأغنية على إيقاع الخطوة الجيزانية، نجحت في أن تستوقفنا وتلفت نظرنا إلى حلاوة صوته وعُربه، وخصوصية رؤيته كفنان سعودي شاب.
أصدر عبدالله منذ بداية تجربته أغاني بوب رومانسية عديدة بوتيرة عالية بالنسبة لفنان مستقل في بداياته. كتب كلمات معظمها ولحن الكثير منها. لكن مع إطلاقه لأغنية "ما ردو" في مايو الماضي، كشف عن جانب جديد من شخصيته الفنية. جانب له رؤية أوسع لن تكتفي بإصدار أغاني عاطفية بصحبة الجيتارات الأكوستيك، بل بدا أنه يدرك خصوصية البيئة التي خرج منها، فعاد لنقطة البداية، وبحث عن تقديم إنتاج موسيقي يدمج تفاصيل من التراث الموسيقي السعودي مع غناء البوب. حتى الكلمات، والتي وضعتها الشاعرة رزان أحمد، تبدو منذ البداية كلاسيكية بسيطة، ثم تمنحنا نقاط ذروة في التعبير عن المشاعر بين الألم وبين التسليم، ينقلها صوت عبدالله بفيض من الإحساس حين يغني: "هذا هو حالي الشوق أضناني/ منصاب في هالمحبة ابكي و اعاني".
وخلال أشهر قليلة أصبحت "ما ردو" الأغنية الأعلى أرقامًا على قناة عبدالله على يوتيوب عبر مسيرته القصيرة نسبيًا، وقد اقتربت من مليوني مشاهدة. جانب إضافي من جاذبيتها يبرز حين متابعة الفيديو الخاص بها، وقد صنع مخرجها LHD بأبسط الإمكانيات، فيديو يناسب المناخ العام لشاب في سوق شعبي، يصعد إلى سيارة شحن ليستلقي ويغني بهدوء.
لكن، ومهما حللنا عناصر الأغنية، يبقى فيها سر صغير يصعب فهمه: فهي كلما سمعتها، طلبت منك الإعادة والتكرار. هذه الجاذبية العالية، تركتنا في حالة من الحماس تجاه تجربة عبدالله أحمد، وكيف صنع "ما ردو" بكل هذه الخصوصية والصفاء. فكان لنا حديث معه حول، لنطرح عليه كل الأفكار والأسئلة التي راودتنا منذ بدأنا ندمن الأغنية:
بيلبورد عربية: احكيلنا عن شغلك على اللحن والإنتاج الموسيقي في أغنية "ماردوا" وكيف طلعت فكرة إنك تدمج إيقاع الخطوة مع الموسيقى العصرية؟
عبدالله أحمد: "الفكرة وما فيها أني كنت قاعد أدندن حاجة ما بين الشعبي وما بين العربي وما بين البوب أني قاعد أحاول أخلي حاجة هجينة مستصاقة وسيطة بس طريقة أقريبة للون الشعبي ما كان فيه خطة واضحة أرسلتها للشاعر رزان ومبهرت في اللحن وقالت هذه لازم تتقدم كأغنية وبدأنا نشتغل عليها. وفي الأثناء اللي قاعدين نشتغل فيها الأغنية خطر في بالي إيقاع الخطوة كنوع من التعزيز لللحن المدموج مع البوب وطلعت معانا فكرة أغنية 'ما ردوا'."
بيلبورد عربية: هل برأيك هذا الدمج بين التراث وبين التجديد هو اللي ساهم في شعبية الأغنية؟ وإيش أهم شيء تعلمته إنت شخصيًا من تجربة هالأغنية؟
عبدالله أحمد: "نعم بالتأكيد الناس تدور للأشياء التي تشبهها والتي تمثل بيئتها وأغنية ما ردوا هي مليانة من هذا الروح فعشان كده ممكن أنها لامست الناس بشكل كبير".
"أكثر شيء تعلمته أني أعطي فرصة لأي فكرة ممكن تكون موجودة سواء فكرة شعبية، فكرة أغنية بوب عالمية، فكرة خليجية، أي فكرة، أي فكرة كانت وأؤمن بالفريق اللي قاعد أشتغل معهم سواء رؤية شاعرة، سواء رؤية مخرج، سواء رؤيتي أنا كفنان فنحن ككل أنتجنا العمل وطلع متكامل".
بيلبورد عربية: هاي مو أول مرة تتعاون مع رزان الشاعر في الكلمات. وصراحة نادر لما نلاقي نساء شاعرات أو ملحنات في عالم الموسيقى. احكيلنا عن العمل معها ورأيك في الكلمات اللي وضعتها خاصة إنك سبق وكتبت كلماتك بنفسك.
عبدالله أحمد: "رزان الشاعر لها لمستها الخاصة من ناحية عمق كلمات ومصطلحات لها بعاد حتى في اللهجات فهذا الشيء يميزه هي كشاعرة أما أنا كفنان عندي توجهي أنه أفسد منه الطريقة اللي قاعدة تكتب فيها كشاعرة فاستعنت فيها في أغنية ما ردو وفي الطابع الشعبي هذا إنها هي أنسب شخص ممكن يكتب الكلمات لهذه الأغنية".
بيلبورد عربية: عملتوا كليب مميز بإمكانيات بسيطة وكان كمان له طابع سعودي شعبي خاص. هل صنعتوه بهالطريقة ليكون امتداد للموسيقى والإيقاعات؟
عبدالله أحمد: "هي الفكرتين مع بعض أنه نبغى ننتج حاجة بأقل الإمكانيات وتخدم الفكرة فلقينا الفكرة شعبية ما تحتاج إمكانيات كبيرة ونحن عندنا أفضل الإمكانيات فأنتجنا فكرة أغنية ماردو وبالنتيجة اللي أنتوا قاعدين تشوفونها".
إيش مسؤولية الموسيقيين السعوديين الشباب تجاه الموسيقى التراثية؟
عبدالله أحمد: "المسؤولية اللي أتكلم عليها انه قدموا موسيقى للعالم ولكن لا تموت من روح التراث لا تموت من روح الشعب من روح الاصالة اللي انت فيها فهذه مسؤولية اقدر اقول انه نحن كسعوديين نوع ما نتمسك فيها حتى لو بهوية بصرية لو ما كانت موسيقية اهم شيء انك بتمثل البيئة فاتمنى انا والفنانين بشكل عام انه نعزز هذه الموسيقى مع انه انا مو خير مثال للموسيقى التراثية والموسيقى التراثية المتجددة والمعاصرة ولكن اقول كلنا نسعى جاهدين اننا نعزز التقافة هذه وان شاء الله اننا نكون قد هذا الشيء".
بيلبورد عربية: مين في تجارب اليوم من جيلك بتلهمك وبتحفزك؟ سواء ضمن السعودية والخليج؟ أو في العالم العربي ككل؟
عبدالله أحمد: "فكرة الإلهام صدقاً ما في أحد معين ممكن أقول أنه يلهمني بشكل كبير إلا الأشخاص اللي ينتجون كل شيء بنفسهم من ناحية موسيقية، من ناحية حتى أفكار مرئية الفنان الموسيقي اللي ينتج الأغاني حقه من توزيع، من كلمات، من إنتاج مرئي هذا بعيني أكبر إلهام وأنا سائل هذا الشيء، ونقول إن شاء الله أننا نوصل لهذا الشيء".