مع اقتراب موعد النسخة الـ68 من جوائز الغرامي، يزداد الحضور العربي في المشهد العالمي بوضوح لافت، حيث تم قبول خمسة أسماء عربية في الترشيحات الأولية للجائزة الأهم في صناعة الموسيقى.
لكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يخوض الفنانون حول العالم رحلة تقديم دقيقة تُعرف باسم "عملية التقديم الإلكترونية" من خلالها، يرفع أعضاء الأكاديمية أو الشركات الإعلامية المعتمدة أعمال هؤلاء الفنانيين عبر منصة مخصصة خلال فترة محددة، يتم فيها التحقق من أهلية كل عمل موسيقي صدر في الفترة بين 16 يوليو إلى 29 أغسطس 2025. بعد ذلك، تبدأ جولات التصويت من قِبل أعضاء الأكاديمية لاختيار المرشحين النهائيين، وصولًا إلى الحفل المنتظر في فبراير المقبل في لوس أنجلوس.
هذا العام، نجحت خمسة أسماء من العالم العربي في حجز أماكنهم في هذه الترشيحات المبكرة، مؤكدين أن الموسيقى العربية باتت جزءاً من الحوار الموسيقي العالمي; أولهم الفنان محمد رمضان، الذي تلقى ترشيح "الجائزة الموسيقية الأرقى" عن أغنيته "أنا إنت"، معلّقًا على الأمر "ثقة في الله أول غرامي حتوصل مصر".
الثنائي الموسيقي سانز أوف يوسف كانوا من ضمن الأسماء التي تم قبولها أيضًا، وذلك لفئة أفضل ألبوم راب بألبومهم "Granada".
تبعهم الفنان تووليت، الذي أعلنت مدل بيست ريكوردز عن دخوله بأربعة فئات; أفضل أداء موسيقي عالمي لكل من أغانيه "نارين" و"ضروري" و"حسّيني"، وفئة "أفضل ألبوم عالمي لألبوم "نارين"، وأفضل فيديو موسيقي لكليب أغنية "حبيبي دا"، وأفضل غلاف ألبوم لألبومه "نارين".
من جهتها، حجزت الفنانة زين مكانها في فئتين; أفضل أداء موسيقي عالمي، بأغنيتيها "أصلي أنا" و"حلوة"، وأفضل فيديو موسيقي للأغنيتين ذاتها، ذاكرة عن هذا الإنجاز: " من الصعب أن أصدّق أن مشاريعي وأغنياتي أصبحت قيد الترشيح لجوائز الغرامي! حين قدّمت أعمالًا مثل "أصلي أنا" و"حلوة"، كانت نيّتي أن أقدّم من خلالهما تجربة سمعية-بصرية تُجسّد هويتنا وثقافتنا وجمالنا كشعب"، وعبّرت عن ارتباطها شعوريًا بالحفل منذ عمر صغير "لقد نشأت وأنا أتابع الحفل كل عام .. واليوم، معرفة أن مشروعي اتخذ أول خطوة نحو هذا الاعتراف تُشعرني بامتنانٍ عميق وبمشاعر يصعب وصفها .. ممتنّةٌ للرحلة التي أوصلتني إلى هنا."
وقد علّق طلال البهيتي بدوره كمدير العمليات ونائب الرئيس التنفيذي في مدل بيست بحديث خاص مع بيلبورد عربية: "نفخر جدًا بزين وتووليت لترشّحهما في عدة فئات ضمن جوائز الغرامي هذا العام. هذا التقدير من الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم لا يُعدّ لحظة مميزة للفنانين وشركة مدل بيست ريكوردز فحسب، بل هو أيضًا دليل على الحضور المتصاعد للسعودية والتزامها بالمشهد الموسيقي العالمي. من المُلهم أن نرى مواهبًا من منطقتنا تترك هذا الأثر على أكبر منصّات العالم.".
أما أول المتقدّمين كان الفنان حمزة نمرة، والذي دخل ألبومه "قرار شخصي" المنافسة ضمن فئات أفضل ألبوم عالمي وأفضل أداء موسيقي عالمي وألبوم العام، وقد عبّر عن فخره بهذا الإنجاز قائلًا : "فخور بالوقوف بين زملائي في مجتمع الغرامي، حاملًا الموسيقى العربية إلى الساحة العالمية."
بهذه الأسماء، تواصل الموسيقى العربية ترسيخ وجودها في كبرى الجوائز العالمية، خطوة تلو الأخرى، من أنحاء العالم العربي إلى لوس أنجلوس.