خريطة المشهد الموسيقي في المملكة: أبرز المراكز والمساحات التي تحتضن الإبداع

تعيش الساحة الموسيقية في المملكة العربية السعودية لحظة ازدهار غير مسبوقة. ومن الرياض إلى جدة والخُبر، ظهرت خلال السنوات الأخيرة مساحات موسيقية نابضة تقدّم أكثر من مجرد مسارح للعروض، بل بيئات إبداعية مفتوحة تحتضن الفنانين الصاعدين، وتمنحهم أدوات وفرصًا للتعلّم والتعاون، وبناء مسيرتهم خطوة بخطوة. 

تلك المساحات أصبحت اليوم جزءًا كبيرًا من المشهد الموسيقي بالمملكة، فهي لا تكتفي بعروض الموسيقى الحيّة، بل تبني مجتمعات فنية تدفع بالمشهد إلى الأمام عن طريق تقديم مجموعة كبيرة من الورش المتخصصة بمختلف الجنرات والآلات. 

إليكم قائمة بأبرز المراكز الموسيقية التي تحتضن المواهب الصاعدة في المملكة:

منذ افتتاحه عام 2022، رسّخ مرواس مكانته كأكبر استوديو في العالم بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية. يوفّر الاستوديو بيئة متكاملة للإنتاج الموسيقي بجودة عالمية، مدعومة بتقنيات حديثة وتدريب من خبراء الصناعة. إلى جانب ذلك، يحتضن فعاليات على مدار العام، لتصبح مساحة تفاعلية يجتمع فيها الفنانون والمنتجون لتبادل الأفكار واستعراض مواهبهم.

يعتبر ذا ويرهاوس من أكثر المساحات الموسيقية الحيّة بالمملكة، فهو يقدّم فعاليات موسيقية على مدار الأسبوع، من ليالي الأوبن مايك إلى جلسات العزف الحي بالعود والكايروكي. 

يتبع المركز السعودي للموسيقى إلى هيئة الموسيقى، ويقدّم على مدار العام ورشًا تدريبية وتعليمية للعزف على مختلف الآلات مثل الغيتار الإلكتروني واليوكليلي وغيرها. يقدّم المركز أيضًا العديد من الجلسات الموسيقية الحيّة ذات طوابع ثقافية مختلفة، ما بين الليالي الموسيقية التكريمية لأيقونات الموسيقى السعودية مثل طلال مدّاح، وحتى العروض التي تقدّمها الفرق الأوركسترالية العالمية. 

بيست هاوس هو منشأة تابعة لشركة مدل بيست، ويعتبر المكان المناسب لمحبّي الحفلات الليلية الصاخبة والتكنو والهاوس والهيب هوب. بجانب ذلك، تقام فيه ورش عمل للمنسقين الموسيقيين وجلسات نقاشية تُعزز التواصل بين المبدعين طوال العام. 

أنستيبل هو أيضًا منشأة تابعة لشركة مدل بيست، وهو نادي خاص يقدّم فيه مجموعة من المنسّقين الموسيقيين المحلّيين والعالميين عروضًا على مدار العام، لجنرات مختلفة مثل الموسيقى الراقصة والهاوس والتكنو.

مسرح فوكالي هو من أبرز الوجهات التي يقصدها الزوّار في ليالي الشتاء، إذ تُعرف حفلاته بأجوائها الدافئة والحميمية التي تمزج بين الهدوء والتأمل. هناك، يقدّم الفنانون عروضًا موسيقية شاعرية تدعو الجمهور إلى الانغماس في تفاصيل اللحن والكلمة، كجلسات عبدالله المعنّى التي باتت مرادفًا للسكينة والتفكير، أو حفلات عبير نعمة التي تأخذ الحاضرين في رحلة حالمة بصوتها العذب وإحساسها الآسر. 

يقدّم مركز مكان مساحة لكل من يود تعلّم الموسيقى بجدّة. وبجانب ذلك، يعرض مسرحه العديد من المواهب المحلية من الفرق وحتى مغنّي السولو. وبالرغم من اختلاف الجنرات التي تُعزف في أنحاء هذا المسرح مثل الجاز والبوب وغيرها، إلّا أنه تميّز بموسيقى الميتال والروك الصاخب. 

مقهى ومتجر موسيقي بطابع فني دافئ وبسيط، ومساحته تستضيف عروضًا موسيقية حيّة لفنانين ناشئين يجدون فيه جمهورًا ومجتمعًا مشجّعًا. يمتلك بوهيميا فرعًا آخر في الرياض، ويتقاطع في رؤيته مع ذا ويرهاوس في تمكين المواهب الشابة وتوسيع دوائر الإبداع. 

شبهًا ببوهيميًا، يعتبر مقهى موسيقى وأنتيكه مكانًا مثالي لمن يحب الجلسات الموسيقية الحيّة اللطيفة، وبالأخص الكلاسيكية منها. يغمر المكان طابع التسعينات، ويقدّم على مدار العام جلسات موسيقية حيّة بطوابع مختلفة مثل ليالي الثمانينات والتسعينات، كما يقدّم ما بين كل فترة والأخرى مساحة لتبادل أشرطة التسجيل القديمة ما بين محبّيها.