طرح الرابر الشاب دحمز، الفيديو كليب الجديد لتراك"أبغى السلامة"، بعد تعاون مشترك بين شركة "Off Norm Films"، وشركة تسجيلات مدل بيست. الإصدار الجديد أتى بإنتاج موسيقي من موون توك، جمع بين موسيقى التكنو والكّلاب Club، وتميز ببارات قصيرة مقفّاة حملت الطابع الساخر.
يعد هذا التعاون الثالث بين دحمز ومدل بيست، بعد "سايفر جدة"، الذي شارك فيه بجانب الشيخ وأحمد المسرحي ورعف وجونيور تي وأودي ومحمد ميم ولورد عمر، وتراك "مرَّة كلام" مع ديش داش.
تتناول الأغنية هوس الفنان بالاختفاء. ماذا لو يتجاهلك الجميع تغطس في عالمك الخاص، وحدك تمامًا؟ يفسر ذلك بارات التراك مثل "ما أبغى أخش في قيل وقال" أو "ما أبغى الناس الحاسدين" أو "ما أبغى أسوي شي مو صح/ وأدم وأطيح من فخ لفخ" وصولًا إلى الجملة الأكثر عزلة نوعًا ما "أنا عكس الناس والناس عكسي". هنا حالة وقائية صرف يتقمّصها الرابر بكامل الإستغناء، حتى المشاعر العاطفية الخاصة به يتخلّص منها فورًا.
الكليب أخرجه إبراهيم بن طالب في موقع واحد، معتمدًا على المايم التمثيلي والرقص التعبيري الحديث في حركة المؤدين. نشاهد خاتم سحري يدفع كل من يرتديه للرقص. يتنقل خلال ذلك بين ثلاثة شباب يختلفون في الشكل وذوق الملابس والصفات الشكلية. يلعب بن طالب على التنقل الزمني عن طريق الزوايا المنتقاة للتصوير؛ يستعمل الزواية المنخفضة جدًا في مشاهد المطاردة بينما يعطي تصوير الرقصات وراء خلفيات لمباني تنتمي لبلوك سكني واحد الإحساس بضيق المكان. يخلق ذلك مفارقة للأحداث كأنها تدور في رأس دحمز نفسه لا الواقع، خاصة مع حضوره دون المشاركة في الأحداث.
حكم أولي
برغم ما أظهره دحمز من مهارات راب أثناء مشاركته ضمن "سايفر جدة" الذي يعتمد أساسًا على الهيب هوب والراب، إلّا أن أغنية "أبغى السلامة" جعلته ينتقل إلى شكل موسيقى مختلف تمامًا يبدو أنه مرتاح فيه أكثر من غيره في الراب. هنا نرى الموسيقى الإلكترونية الراقصة، تمامًا كما في إصداره السابق تراك "مرَّة كلام"، يبدو منسجمًا تمامًا في الأداء، مدركًا لعمقها، وقادر على مخاطبة جمهورها عن طريق الأداء والكلمات، أو كما يقال في التعبير الشائع "رَكَّب البيت".
أيضًا يتنوع في طرق الإلقاء للبارات بين التمبو السريع وأحيانًا البطيء، خلق ذلك لزمات رنّانة جذابة الوقع على الأُذن مثل "إيش في؟ مدري" و"أبغى وما أبغى أحب نفسي/ أبغى أكون حسّاس ورومانسي". كما تتميز السردية التي قدمها في التراك بأنها تتلاقى للغاية مع طابع موسيقى السهر وجمهوره. تقدم هنا منفذ لتفريغ الضغوطات والهموم اليومية، وتجعلهم مستعدين للتوحّد مع إيقاع الرقص.
ربما ينتظر الرابر الشاب الكثير من التجارب، التي يبدو أنه لا يخاف منها، ولكن هل يجد نفسه في جنرا الموسيقى الإلكترونية الراقصة مستقبلًا؟ أم يتوه في تنويعاتها الداخلية، وإيقاعها الذي يناسب ذوق فئة شديدة الانتقائية ولا يعجبها التشتّت؟ عمومًا رغم تميز إصداراته القليلة سيكون أمامه الكثير من العمل على مشروعه الشخصي كفنان، سواء كان استثماره في جنرا الهيب هوب التي بدأ منها أو الموسيقى الإلكترونية الراقصة التي يقدمها حاليًا.






