في تجربتها الأولى باللهجة الخليجية، غنت الفنانة رحمة رياض من كلمات مشاري إبراهيم، وكررت تعاونها مع الملحن والمغني الكويتي عبد العزيز لويس، بعدما لحّن لها في الماضي "أنا أقوى" و"أني أساسية".
وفيما كانت الأغنيتان السابقتان مرتبطتان بإصدارات إعلانية، فقد كان لدى عبد العزيز هذه المرة مساحة أكبر ليقدم لها لحن عاطفي على طريقته الخاصة، التي تجمع النقلات الحيوية بين الجمل اللحنية، مع الإحساس الرومانسي.
الفيديو كليب نصف الحكاية
ما إن نبدأ سماع الأغنية، والتمعن في كلماتها ومعانيها، يأتي فيديو كليب الأغنية ليكسبها معانٍ إضافية ويستكمل الحكاية، عبر عدسة المخرج جاد رحمة في أول تعاون له مع الفنانة. نتابع الكليب حيث تؤدي رحمة دور سائقة شاحنة، تمضي في طريق طويل وتتوقف في محطات مختلفة، لتنضم إليها العديد من النساء طوال طريقها مع أمتعتهن، وكأنهن اتخذن قرارًا جماعيًا في الهجران أو الهرب، ورحمة في قيادتهن.
تجتمع النساء بعدها في قمة جبل، لتحرقن كل أمتعتهن وتعقدن طقوسهن وهن مجتمعات في دوائر حول رحمة، وكأنهن يعلنًّ التمرد على مرحلة من حياتهن تنتهي الآن، فيما تلتهم النيران أمتعتهن، وكأنهم تخلين عن كل الممتلكات والماديات وتذكارات الحقبة الماضية، لينجون بأنفسهن فقط. المشاهد المؤثرة لاجتماع نساء من كل الأعمار والخلفيات ليعلنَّ النصر، يرسل رسالة في دعم النساء، وقوتهن في التخطي والبداية من جديد.
حكم أولي
في الأغنية ديناميكية عجيبة في طريقة تقطيع الكلمات على الجمل اللحنية، وأسلوب أداء رحمة رياض لها بهدوء شديد ودون استعراض. ينضبط كل هذا عبر توزيعات موسيقية شديدة الإتقان والجاذبية وضعها طلال العيدان، ليمنحها المزيد من الحدة عبر المؤثرات الموسيقية الإلكترونية، والجيتارات الكهربائية، وأقواس الكمنجات المنفعلة، قبل أن نسمع نغمة ترومبيت هاربة بأسلوب تجريبي ساحر.
في مقابلتها مع بيلبورد عربية لغلاف يونيو 2025، تحدّثت رحمة رياض بصراحة كبيرة عن قلقها وتخوفها الدائم حين يتعلق الأمر باختيار أغاني جديدة حيث أخبرتنا ضاحكةً: "أنا إنسانة جبانة.. يعني أحب المخاطرة بس ما أحب أخاطر بشغلي". لكن يبدو في هذه الحالة تحديدًا، أن المخاطرة كانت لصالحها، وأن التجديد كان في مكانه، وأن الفنانة الشابة مازال عندها الكثير من المساحات الجديدة لتزورها وتختبرها على طريقتها، وبخامة صوتها الخارجة عن المألوف.