أصدر عبد العزيز لويس في الأيام الماضية ألبومًا قصيرًا بعنوان "الأول" تضمن خمس أغنيات، برز من بينها بشكل خاص التعاون الوحيد مع المغنية والملحنة الأنين في تراك بعنوان "مشتاقلك".
قبل صدور الألبوم حرص عبد العزيز على شكر جميع صُناعه وخص الأنين بكلمات دافئة واصفًا إياها بأنها "صديقة الألف موقف". الأنين ليست مجرد صوت جميل بل ملحنة مبدعة صنعت بصمتها في الساحة بتعاونات مهمة مع نجوم مثل راشد الماجد و أنغام و نوال وعايض بالإضافة إلى أغانيها الخاصة، وبدأت بالغناء منذ 11 عامًا وحققت نجاحًا لافتًا في أغنية "هلا بريحة هلي".
وتتشابه مسيرتها مع عبد العزيز فكلاهما ينتمي إلى فئة الفنانين متعددي المواهب الذين يجيدون التعبير عن أنفسهم بالكلمة واللحن والأداء معًا. لكن المثير للاهتمام في هذا العمل أنه ليس من تلحين أي منهما كما كنا نتوقع، بل لكنه ووزعه طلال العيدان، فيما كتب كلماته مشاري إبراهيم.
رسالة شاعرية مليئة بالإحساس
بعكس ما قد يوحي به عنوان الأغنية "مشتاقلك" فإنها لا تدور حول شوق المحبين بل عن الشوق الأصعب: الاشتياق بعد الفقد، فلا حديث بعده ولا فرصة للبوح فقط فراغ كبير وصدى الذكريات. الفيديو كليب يُجسد هذه الفكرة ببراعة، إذ تدور القصة داخل مشفى، على وقع صوت جهاز ضربات القلب يتوقف فجأة في إشارة إلى الرحيل. يبدأ عبد العزيز بالغناء بصوت مثقل بالحزن: "مشتاق لك / إما أموت بشوق ولا أوصلك / أبوق أشوفك بوق وأتسللك" لترد الأنين: "ارجع تعالى / تخلوا سعاده الروح من نفسي مال"
في الفيديو يظهر الاثنان وكأنهما يعيشان ذات الألم من مكانين مختلفين لكن يجمعهما الشعور الواحد، كأنهما مشهدان متوازيان وحالة شعورية واحدة.
حكم أولي
من وجهة نظري تبدو "مشتاقلك" كذروة الألبوم القصير، لقاء استثنائي بين صوتين متكاملين لا يسعى أي منهما لإبهارك بالتقنيات أو الكليشيهات، بل يرغب بإشعارك كمستمع بأنك مفهوم وأن هناك من مر بنفس مشاعرك أو تجاربك. الوتريات في الفواصل تنسج اللحن كأنها تعزف على الجراح وتترك أثرًا لا يُمحى. أداء الأنين وعبد العزيز في تزامن صوتي مؤثر يؤكد الانسجام العميق بينهما وكأن كل واحد منهما يعكس الآخر.
هذا النوع من التعاونات الفنية لا يُصنع بالعقل فقط بل بالإحساس الخالص. "مشتاقلك" عمل لم نكن نعلم أننا بحاجة إليه حتى سمعناه.






