بعد أيام قليلة من إعلانه عن تفاصيل الجزء الثاني من ألبومه "عايض 2025" وأسماء أغانيه السبعة وأسماء ملحنيها وشعائها، أصدر الفنان السعودي عايض أغنيتين منها: "شفتك اليوم" و"دور عذر"، على أن تُطرح الأغاني الخمس المتبقية لاحقاً على دفعات.
استراتيجية صدور أغاني الألبوم
جاء قرار طرح الجزء الثاني بشكل متتابع مفاجئًا، إذ يختلف ذلك عما حدث في الجزء الأول الذي صدر في أبريل الماضي دفعةً واحدة. والغريب بالأمر أن عايض لم يتبع الأسلوب نفسه رغم النجاح الاستثنائي للجزء الأول من الألبوم، الذي دخلت كل أغانيه قائمة أعلى 50 أغنية خليجي وتصدرت القائمة أغنية "تخيل لو" في الأسابيع الأولى بعد إصداره.
أول أغنيتين طرحهما عايض من الجزء الثاني من ألبومه، هما "شفتك اليوم" من كلمات العالية وألحان ياسر بوعلي وتوزيع عصام الشرايطي، وأغنية "دور عذر"، من كلمات عين وألحان راكان وتوزيع عمر الصباغ.
ورغم صدور الأغنيتان في الوقت ذاته، فقد تفاوت الإقبال عليهما، فاختطفت "دور عذر" الاهتمام بما تحمله من شجنٍ وعتابٍ صريح، على أغنية "شفتك اليوم" التي ترسم سيناريو شاعري رومانسي لعاشق يزور الحبيب الذي فارقه بحلمٍه.
الكلمات تُبنى على حوارٍ متوتر بين العتاب واليأس، تغطيه قشرة أفعال الأمر التي لا يبدو عايض متأكدًا مما يطلبه فيها. إنه لا يبحث عن تبرير حقيقي، بل عن أيّ شيء يكسر صمت الحبيب: "قل أيّ شي إلّا السكوت/ ما أبيك من عيني تطيح". هذه الكلمات التي تأتي بنهاية الأغنية تلخّص الفكرة التي لا تقال صراحةً: الخيانة قد تُغفر، لكن الصمت يُسقط صاحبه من القلب نهائيًا.
حكم أولي
منذ اللحظة الأولى، يبدو واضحًا أن عايض يقدّم جرعة موسيقية مكثّفة شعوريًا. تبدأ الأغنية على وتريات ناعمة، لتبني أرضية دافئة تمهيدًا لدخول صوت عايض المثقل بالشجن، محمولًا على أقل قدر من العناصر الصوتية.
الأغنية يمكن تقسيمها إلى قسمين بنيويًا: المقطع الأول يتكئ تمامًا على أداء عايض، فيما تتراكم الأصوات في المقطع الثاني، ابتداءً من الفاصل الموسيقي، الذي يتسلّم فيه الناي راية الشجن، ليوحي بما لا يقال. أما مع دخول الإيقاع فيكتسب النصف الثاني من العمل طاقة مختلفة، لكن المفارقة أن قوة الأغنية تظل مركزة في نصفها الأول، حيث يتفوّق أداء عايض على أي عنصر لحني أو توزيعي.
وعلى الرغم من أن زمن الأغنية يتجاوز الثلاث دقائق والنصف، إلا أن المستمع يخرج بانطباع أنها أقصر من ذلك. ليس لأن اللحن ناقص، بل لأن الحالة العاطفية التي تبنيها الأغنية تتركك في منتصف المشهد دون نهاية. هذا الانقطاع المفاجئ يجعل الأغنية أكثر إثارة، فيترك الباب مفتوحًا أمام الخيال لإنهاء القصة، هل ظل الصمت مخيمًا؟ لا تجيب الأغنية، بل تدفعنا لإعادتها مرارًا.